يعتبر أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، أو - هيئة تحرير الشام- من الشخصيات الغامضة، التي لا يعرف عنها الجميع سوى أنه من رؤوس الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد النظام السوري. حساب "أس الصراع في الشام" - والذي قدم نفسه علي أنه عضو مجلس شورى عام في جبهة النصرة، تم فصله في عام 2017 - غرّد علي تويتر بمعلومات تنشر لأول مرة عن الجولاني، حيث أكد أنه صمت عن هذه المعلومات طيلة ثلاث سنوات ونصف، وأنه سيقول الكثير لمَ سكت عنها طيلة هذه الفترة وأظهرها الآن. وأضاف على حسابه أنه يريد التجرد من أي شيء شخصي ويكون نقدى للأفعال وليس للأشخاص، لأن ما سأذكره من معلومات لا تكفى لإثبات عمالته على القطع بل هي قرائن حال، لافتا إلى أنه بلغ من الإجرام أن يقصف الأطفال والمدنيين بالثقيل ويمنع فتح جبهات مؤازرة للغوطة. وتابع قائلا : المعلومات التي سأذكرها هي فماً لأذن من فم الجولاني لأذني وسأنقلها كما هى وأترك الحكم للقارئ ولكن بالنسبة لي تبقى هي قرائن حال وليس أدلة قطعية على تهمة العمالة. وأشار إلى أن الجولاني ولد في قرية صغيرة بالجولان عام 1984، واسمه "أحمد حسين الشرع"، حيث كان والده يعمل مهندس في شركة حكومية للنفط ووالدته موظفة وعائلته غير ملتزمة. وانتقل أهله للسكن في دمشق حي مزة فيلات شرقية ثم هاجر أهله للسعودية بعقد عمل وبقي هو هناك حتى المرحلة الثانوية، حيث عاد إلى سورية ودخل كلية الإعلام لسنتين فقط وهنا تعرف على "شيخ سلفي" في دمشق كان معنا سجين في صيدنايا، بحسب رواية "أس الصراع في الشام". وأكد في روايته أن النظام السوري وقتها (2004) ، كان يغض الطرف ، بل يدعم كل من يذهب إلى العراق وكان هذا الشيخ يفتح المضافات داخل دمشق ويدرب الشباب على القتال القريب وبعض الدروس الشرعية وكان منهم "الجولاني". وتابع في حديثه : خرج الجولاني للعراق في بداية عام 2004 ووصل الموصل وبدأ بتعلم التفخيخ والعبوات سريعا ثم أرسل إلى دولة مجاورة للعراق (ليست ايران) بمهمة لوجستية وعاد سريعاً إلى العراق. وعند مبايعة جماعة الزرقاوي القاعدة، وصار اسمها تنظيم القاعدة بلاد الرافدين، هنا بايعت سرايا المجاهدين (أبو طلحة العراقي) الزرقاوي وعيّن أبو طلحة نائبًا للزرقاوي. لم يحضر الجولاني معركة الفلوجة الأولى لأنه كان في الموصل ولا الثانية بل كان على رأس سرية عبوات فقط وتم أسره من قبل الأمريكان أواخر عام 2004 وهو يزرع عبوة على دوار الفلوجة. دخل السجن باسم "أبو أشرف العراقي"، وتجاوز فحص اللهجة العراقية الذي يجريه الأمريكان على أي معتقل يومها. وتساءل: كيف استطاع إتقان اللهجة العراقية في سبعة أشهر هى فترة تواجده بالعراق وكيف لم يتمكن مترجم الأمريكان من اكتشاف لكنته السورية؟ كما أنه ظل متنقلا في سجون العراق سبع سنوات آخرها في سجن "بوكا" ولم يكن له أي وزن تنظيمي أو علمي بل هو جندي عادي ولم يكن أحد يعرفه بتاتاً داخل السجون. وأشار إلي أنه خرج من سجن بوكا بدفع فدية بين دولة العراق الاسلامية وحكومة المالكي وهذا أمر عادي كان يجري مراراً لكن الشبهة أنه خرج بتاريخ 21 من مارس عام 2011 ، أي بعد ستة أيام من الثورة السورية. كما قامت الولاياتالمتحدة بنشر صورته فقط صورته ولم تنشر اسمه أو كنيته مع أن الذي سرب اسمه يومها الأنباري في المضافات ودائمًا كان يناديه باسم أبو أشرف العراقي وانتشرت كنيته في المضافات. لكن الغريب والخطير في الأمر أنهم لم ينشروا الاسم الحقيقي لأبي أشرف العراقي ومن البديهي أن أي سجين يتم أسره له قيود عند دولته وطالما هو دخل باسم أبو أشرف العراقي فيفترض له اسم وقيود عند الحكومة العراقية، فلمَ لم تنشر يومها الحكومة العراقية أو الأمريكية اسمه العراقي كاملاً ؟! وتابع في تساؤلاته: لماذا بعد أن نشر الأمريكان صورته لم ينشر النظام السوري هويته واسمه كاملاً والتزم الصمت وبالتأكيد النظام السوري طابق صورته التي انتشرت مع صوره في السجل المدني الحكومي؟ وأكد أن البغدادي استدعاه في يناير من عام 2012 إلى العراق بعد خلافه مع العدناني ويومها كان عندي في حماه وودّعني وبكى وقال لي لن أعود وألمح أنهم سيقتلوه هناك على الطريق ويقولون اشتباك مع حرس الحدود، لكنه أخذ سرا إلى بغداد للقاء البغدادي في سردابه تحت الأرض. وعندما عاد سالته كيف تجاوزت الحواجز داخل بغداد أجابني أن رفاقه أخرجوا لي هوية عراقية مزورة وتجاوزنا بفضلها مع لهجتي العراقية 23 حاجزا داخل بغداد حتى وصلنا لمخبأ "البغدادي".