مفاجآت المعارضة قبل الانتخابات:: «إحنا السيساوية» قنديل.. من توجيه إنذار ل«الرئيس» إلى "تأكيد فوزه بولاية ثانية" الغزالى الحرب.. من "قرارات شبه دولة" إلى "منقذ مصر من السرطان" من المعارضة للتأييد.. لسان حال بعض المعارضين الذين كانوا يشنون هجومًا ضاريًا على النظام، إلا أنهم فى الآونة الأخيرة تبدلت المواقف وتغيرت الولاءات، وتحول الكثير منهم إلى تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسى لفترة ولاية ثانية، على الرغم من هجومهم السابق على بعض الأحداث السياسية التى وقعت بالبلاد. وما بين هذا التناقض لا يعلم أحد سر تبدل المواقف بهذه الدرجة، ولكن الكثير من السياسيين والمحللين أرجعوا ذلك إلى تضييق المناخ على الحريات، فضلًا عن حالة الإحباط التى أصابت الكثير منهم؛ فى ظل القبض على الكثير من المعارضين فى الآونة الأخيرة. عبد الحليم قنديل أحد مؤسسى حركة "كفاية"، كان من أشرس المعارضين لنظام "مبارك"، وفى أول تولى للرئيس السيسى للحكم انتقد الكثير من الأحداث السياسية التى قام بها، ولكن سرعان ما تحولت معارضته إلى ذكرى، فبعدما هاجم تعيين الرئيس السيسى، الزند، وزيرًا ل"العدل"، وتمرير القانون الذى يقضى مع رموز مبارك فى 2016، وكتب مقالًا إبان ذلك تحت عنوان "حكم إعدام للعدالة"، وله مقولته الشهيرة وزارتك نهايتك. وتحت عنوان "إنذار للرئيس"، قال قنديل: "تحتاج مصر الآن إلى ثورة تصحيح شاملة للانحراف (الفلولى) بالحكم بعد هبة الثلاثين من يونيو، تمامًا كما كانت الثلاثين من يونيو نفسها رغبة شعبية فى تصحيح الانحراف (الإخوانى) بعد الثورة الأصلية فى 25 يناير، وقد كنا نتصور أن يقوم الرئيس السيسى نفسه بهذه المهمة، وأن ينهى الخلل والتناقضات الفادحة فى النظام الذى يحكم به، لكن الرئيس تردد، وترك الأمور تجرى على علاتها، وهو ما أدى بالحكم إلى حالة فوضى واختلاط صور، وعودة إلى السياسات القديمة نفسها، وتصاعدت أزمات السياسة والاقتصاد، وتراجع التأييد الشعبى إلى حدود تنذر بالخطر". خرج مؤخرًا عبر وسائل الإعلام يرتدى زى المؤيد للنظام، وفى أحد اللقاءات، أكد أن الرئيس السيسى سيفوز بولاية ثانية لمصر، حتى لو نافسه ألف شخص، نظرًا لشعبيته التى لم نشهدها منذ أيام جمال عبد الناصر . أسامة الغزالى الحرب فى أكتوبر 2016 منعت جريدة الأهرام، مقالًا للدكتور أسامة الغزالى حرب، هاجم فيه العاصمة الإدارية، ووصفها بالنكبة، وتعجب من سر اهتمام السيسى ببنائها، واتهمه بالقرارات الفردية، جاء فى المقال "لا أقصد بعبارة "المدينة الفاضلة" هنا دولة المدينة التى تحدث عنها أفلاطون فى كتابه الأشهر "الجمهورية"، وإنما أقصد العاصمة الإدارية الجديدة التى نقرأ كل يوم عن مناقبها، وعن مزاياها الخرافية التى سوف تتمتع بها، إننى بصراحة- وأنا أكتب عنها هنا للمرة السادسة!- لا أفهم إطلاقًا سر اهتمام الرئيس السيسى ببنائها بقرارات منفردة، لم نسمع أن البرلمان ناقشها أو صادق عليها". وأضاف فى المقال: "نعم هى عبء على الاقتصاد المصرى والموازنة المصرية، بلا أى عائد حقيقى، والمؤسف أكثر أن الرئيس لم يجد حوله إلا المؤيدين للفكرة والمصفقين لها، الذين يريدون مجاملته والتزلف". منذ أسبوع طالب "حرب"، خلال حواره بمؤتمر لدعم «السيسى» تحت عنوان «اصطاف وطنى من أجل مصر»، الشعب المصرى بالكامل، بمبايعة «السيسى» مرة ثانية؛ لأنه هو من أنقذ مصر من سرطان الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن «السيسى» هو ممثل الجيش المصرى الذى هو عماد الدولة المصرية منذ أيام الفراعنة، معقبًا: «قائد جيش مصر هو حاكم مصر». عمرو الشوبكى كان الدكتور عمرو الشوبكى، من الأصوات المعارضة للسلطة، وتجلى ذلك فى هجومه على المطالبين بتعديل مدة الرئاسة، وتبنى بعض المشروعات، وقال فى حوار سابق لإحدى الصحف، "نظام الحكم الحالى غائب عن إجراء أى نقاش عام مع المجتمع، وهناك كثير من الدلالات على ما أقوله، من بينها المشروعات القومية العملاقة التى تُشيّدها الدولة حاليًا، فهناك اجتهادات كثيرة، وآراء مختلفة من الخبراء والمتخصصين حولها، وليس عيبًا على الإطلاق أن يتم الاستماع لتلك الآراء، ومعرفة المسار الصحيح من الخاطئ، وأن تتراجع الدولة عن شيء كانت تريد تنفيذه ولكنه تبين صعوبة تحقيقه فى الوقت الحالى، وأريد هنا أن أشير إلى أن مراجعة الدولة فيما تقوم به من مشروعات قومية عملاقة ليس خيانة للوطن". مؤخرًا خرج "الشوبكى"، وأكد فى مقالاته، أن هناك مؤامرة تحاك على الدولة، وأن أهل الشر يقفون وراءها، وقال فى حواره مع الإعلامية رشا نبيل، مقدمة برنامج «كلام تانى» المذاع على فضائية «دريم»، إنه يتمنى أن تشهد الفترة القادمة قرارات تتسم بالجرأة فى الإصلاح، مشيرًا إلى ضرورة معالجة أى مشكلات طرحها الرئيس السيسى فى خطاباته. وأوضح مستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الرئيس السيسى ولدت شعبيته يوم إذاعة بيانه في 3 يوليو، وذلك يحسب للرئيس، وهى فرصة لا تتاح للحكام كثيرًا. نافعة: السياسات مجرد لعبة والضغوط والأمراض سبب التحول من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سبب تحول الكثير من المعارضين فى الآونة الأخيرة إلى مؤيدين يعود إلى تعرضهم فى السنوات الأخيرة إلى سيل من الضغوط أكثر من أى وقت مضى، فالسياسات مجرد لعبة، ويُحظّر فيها أى نوع من الاستقلالية الحقيقية، حيث إن الأحزاب المعارضة والحركات الثورية أصبحت مصابة بالعديد من الأمراض المزمنة المورثة خاصة. وأضاف "نافعة"، خلال تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تقليص مساحة الحرية واحدة من أكثر الاتهامات التى تواجهها الأحزاب السياسية والشخصيات المعارضة، وبسبب الأزمات العديدة التى مرت بها أصبحت مجرد أحزاب "ورقية" على حد وصفه؛ لأن الدولة لا تريد أى نظام حزبى ولا تهيئة المناخ لذلك، هم يريدون حكمًا واحدًا يسعون من أجله. وأوضح أستاذ العلوم السياسة، أن المعارضة ضعيفة من بداية ولادتها، ولن يحالفها الحظ إلا مرة واحدة خلال فترة الانفتاح السياسى الوجيزة والمضطربة بين 2011 و2013 عقب ثورة 25 يناير، التى وفرت لهذه الأحزاب فرصًا لا سابق لها. وأكد "نافعة"، أن اختراق الأحزاب فى مصر كان منذ حكم "مبارك"، من قبل الأمن والنظام، وأنه كان يسعى دائمًا لعدم ظهورها وانتشارها وأخذ فرصتها فى التظاهر والدخول فى الانتخابات. ويضيف أمين إسكندر، نائب رئيس حزب تيار الكرامة، أن المعارضة موجودة بالفعل من خلال 104 أحزاب مازالت على الساحة، لكنها للأسف اعتبرت نفسها امتدادًا للنظام الحالى، ونسيت مهامها الحقيقية. وأوضح "إسكندر"، خلال تصريحاته ل"المصريون"، أن رغم وجود هذه الأحزاب، فهى ضعيفة للغاية ليس لها أى دور إيجابى، وذلك نظرًا لشدة الظروف التى أصبح الجميع يعيشها, فهناك حالة من الانفجار السياسى والاقتصادى، مضيفًا أن كل من يعارض يدفع الثمن وحده. وأكد نائب رئيس تيار الكرامة، أن العمل السياسى يواجه العديد من المشاكل، فلا يوجد مناخ مهيأ للعمل السياسى تستطيع من خلاله الأحزاب أن تعلن عن نفسها، وتمارس حقوقها الدستورية، مضيفًا أن مصر تفتقر وجود معارضة حقيقية بها، فالقديمة منها جفت ونضبت حيويتها، وتحوّلت إلى ذكريات قديمة، أمّا الجديدة، التى نشأت عقب ثورة يناير، فتراجعت، وفقدت تماسكها الداخلى، وقدرتها على جذب عناصر جديدة من الشباب. ومن ناحية أخرى، قال الدكتور محمد السعدنى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، إن المجال العام أصبح مُصادرًا وتكميمًا للأفواه، وأن مجرد غلطة واحدة أو خطأ غير مقصود يؤدى إلى السجن والمسألة القانونية مثل ما حدث مع الإعلامى خيرى رمضان. وأضاف "السعدنى"، خلال تصريحاته ل"المصريون"، أنه لا يوجد معارض يمكنه العيش فى عهد الصوت الواحد فيه مُصادر، فالمعارضة أصبحت كارتونية، وكان عليها أن تمارس دورها الحقيقى كمعارضة لكنها عكست مسارها وباتت. وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن أزمة المعارضة لا تكمن فى عجزها عن إيجاد قواعد شعبية فقط، وإنما فى ضعف الهياكل التنظيمية الداخلية لكل حزب، مثلما فى ضعف مصداقيتها بسبب المطالبة بديمقراطية لا تطبق داخلها، وهو ما ترتب عليه تعرض أغلب تلك الأحزاب إلى الاختفاء، فلم يعد أحد يسمع عنها.