الباستيل هو سجن أُنشئ فى فرنسا بين عامى 1370و1383 كحصن للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة، وأصبح على مدار السنين رمزاً للطغيان والظلم، وانطلقت منه الشرارة الأولى للثورة الفرنسية فى مثل هذا اليوم عام 1789 باقتحامه، ولا تزال فرنسا حتى اليوم تحتفل بمناسبة اقتحام السجن باعتبارها العيد القومى لفرنسا كل عام وانتهاء حقبة طويلة من الحكم المطلق. الاسم الصحيح له هو "الباستيد" وتعنى "الحصن" باللغة الفرنسية، وقد بدأ التفكير جديا فى بنائه مكان السور عند باب سانت أنطوان لحماية باريس من الشرق، وابتدئ فى بنائه عام 1378 من ثمانية أبراج بارتفاع 24 مترا وبسمك 3 أمتار عند القاعدة ومتر و80 سم عند القمة، واستغرق البناء 12 سنة، وكان للباستيل باب جانبى يستخدمه الملك للدخول والخروج سرا من باريس. ومنذ البداية تقريبا تحول الباستيل من حصن عسكرى إلى سجن لأعداء الملك ولتأديب النبلاء الذين ينحرف سلوكهم فى البلاط. وبعد مائة سنة من الهدوء النسبى، اتسع الأمر ليشمل سجناء العقيدة الدينية مثل البروتستانت وأتباع الجانسنية ثم الجزويت، كما دخلت الباستيل قلة من متهمى القانون العام، وتميز الباستيل عن سجون فرنسا الأخرى بأهمية ضيوفه أو بشهرة الجرائم التى ارتكبوها. كان لويس الحادى عشر أو موحد فرنسا، أول من استعمل الباستيل سجنا للدولة وخصصه للمسجونين السياسيين المتآمرين عليه لقلب نظام الحكم، وقد أضاف لويس الحادى عشر إلى الباستيل "أقفاصا" من قضبان الحديد لا تسمح بالوقوف داخلها، وكان أول من ابتكرها له الأسقف "فردان" الذى زود هذه الأقفاص بسلاسل غليظة تنتهى بكرات حديدية ثقيلة تقيد حركة القدمين، ثم سُجن هذا الأسقف نفسه فيها 14 سنة لأنه تآمر على الملك، ثم أفرج عنه. منذ تحول الباستيل من قلعة إلى سجن كان سجنا "ملكيا" تابعا للملك مباشرة ينفق عليه من أمواله الخاصة، ويجرى فيه كل شىء بعيدا عن رقابة القانون العام، ولم تكن تجرى فيه الإعدامات، وإنما كان محطة للتحقيق والمحاكمة السياسية عن طريق برلمان باريس ثم التوزيع على أحد سجون فرنسا الأربعمائة، وفى بعض الأحوال النفى أو الاعتقال مدى الحياة فى الأديرة أيضا على نفقة الملك، وأما الإعدام فيتم عادة بقطع الرأس ببلطة للنبلاء، وفى بعض الأحيان كان الإعدام يتم بتفسيخ جسد المحكوم عليه أربعا فى ميدان الجريف. اعتبر الباستيل قصرا فى عهد لويس الرابع عشر حين أصدر هذا الملك فى 1667 أمرا ملكيا لقومندان الباستيل باعتبار الباستيل أحد القصور الملكية، وفى عهد لويس الخامس عشر كان الباستيل يطلق المدافع تحية للملك عند دخوله وخروجه من باريس.