مهاتير (أو محاضر) محمد رابع رؤساء وزراء لماليزيا فى الفترة من 1981 إلى 2003، وكانت أطول فترة لرئيس وزراء فى ماليزيا، وهى من أطول فترات الحكم فى آسيا، وفى عهده تحولت ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلى الإجمالى، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالي الصادرات، وتنتج 80% من السيارات التى تسير فى الشوارع الماليزية، كانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور أن انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر من 52% من إجمالى السكان فى عام 1970، أى أكثر من نصفهم، إلى 5% فقط فى عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزى من 1247 دولارًا فى عام 1970 إلى 8862 دولارًا فى عام 2002، أى أن دخل المواطن زاد لأكثر من سبعة أمثال ما كان عليه منذ ثلاثين عامًا، وانخفضت نسبة البطالة إلى 3%. ولد مهاتير فى مثل هذا اليوم عام 1925، لأب معلم مدرسي إسكندر"، من أصول هندية، خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وأثناء الاحتلال اليابانى لماليزيا، كان مهاتير يبيع فطائر الموز والوجبات الخفيفة الأخرى لتوفير الدخل لأسرته. التحق مهاتير بعد ذلك بكلية الملك إدوارد السابع الطبية فى سنغافورة، حيث حرر مجلة طبية طلابية، وكان رئيسًا لجمعية الطلبة المسلمين فى الكلية. بعد التخرج فى عام 1953، خدم مهاتير فى الحكومة الماليزية الاتحادية كضابط خدمات طبية، ثم ترك الخدمة الحكومية فى عام 1957 ليمارس عمله الخاص به فى ألور سيتار. فى الانتخابات البرلمانية العامة لعام 1964، انتخب مهاتير محمد عضوًا فى البرلمان، لكنه أقيل من البرلمان بعد خطاب وجهه إلى رئيس الوزراء حينئذ تنكو عبد الرحمن، بعد أحداث شغب مايو 1969، حيث انتقد مهاتير الطريقة التى أدارت بها إدارة تنكو عبد الرحمن البلاد، حيث كانت تعطى الأولوية للمواطنين ذوى الأصول الصينية مزايا خاصة. فى 7 مارس 1972، انضم مهاتير إلى حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، وفى عام 1973، عيّن كسيناتور، ثم تخلى عنه عام 1974، من أجل خوض الانتخابات العامة، حيث أعيد انتخابه بالتزكية فى دائرة "كوبانج باسو"، وعيّن وزيرًا للتعليم. فى عام 1975، أصبح واحدًا من النواب الثلاثة لرئيس حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة. فى 15 سبتمبر 1978، عينه رئيس الوزراء حسين أون نائبًا لرئيس الوزراء، ثم عينه وزيرًا للتجارة والصناعة فى تعديل وزارىّ. فى 16 يوليو 1981، أصبح مهاتير محمد رئيسًا لوزراء ماليزيا عندما استقال حسين أون من منصبه لأسباب صحية، وكان أول رئيس وزراء فى البلاد ينتمى لأسرة فقيرة، حيث كان رؤساء الوزارات الثلاثة الأولى أعضاء فى الأسرة الملكية أو من عائلات النخبة. قضى مهاتير 22 عامًا فى المنصب، حيث تقاعد فى 31 أكتوبر 2003، جعل خلالهم ماليزيا واحدة من أكثر دول آسيا تقدما فى كافة المجالات، وترك من خلفه تجربة تحتذى بها الدول النامية، وحصل على لقب "تون"، وهو أعلى تكريم لشخصية مدنية فى ماليزيا.