" لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " .. هذا هو الشعار الذى رفعه المصريون منذ صباح الجمعة عقب متابعتهم للبيان الرسمى الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حول بدء عملية تطهير مصر من الإرهاب والإرهابيين فى إطار " العملية الشاملة .. سيناء 2018 " ، وهى العملية التى انطلقت أمس بمشاركة قوات الجيش والشرطة. هذه العمليات البطولية التى تضاف للسجل الوطنى المشرف للجيش المصرى ، تستدعى أن نقف جميعا صفاً واحداً خلق قيادتنا وننسى كل خلافاتنا السياسية والحزبية ..الخ ، لنعلن للعالم أجمع أننا على قلب رجل واحد فى وقت الشدائد ، وأن مصر قيادة وشعباً لن تقبل بوجود أمثال هؤلاء الإرهابيين الذين يهددون أمن واستقرار الوطن ويعوقون مسيرة التنمية ، وأن تنظيف مصر من أوكار الإرهاب في سيناء والدلتا والطريق الصحراوي وصولا إلى الحدود الليبية غربا هدف لن نرضى عن تحقيقه بديلاً . فى هذا السياق أتمنى أن تكون هناك بيانات وتصريحات بشكل مستمر عبر كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية حول تطورات هذه العمليات حتى لا نترك الفرصة للإعلام المعادى للوطن بأن يردد الأكاذيب حولها ويروج لأكاذيب غير صحيحة . نريد أن نرسل رسالة للعالم أجمع بصفة عامة وللقوى والدول المعادية لمصر فى المنطقة بأن مصر قادرة على إجتثاث الإرهاب من جذوره وأن " أهل الشر " لن يستطيعوا النيل من مصر وأمنها ووحدة وتماسك شعبها مهما أعدوا من مخططات خبيثة ومهما رصدوا من مليارات بمختلف العملات لهذا الغرض الخبيث ، وأننا قادرون على الرد والردع فى آن واحد . نريد أن نثبت للعالم كله أننا بالفعل فى حالة حرب حقيقية ، وأن من حقنا أن نستخدم " القوة الغاشمة " - وهو المصطلح الذى أصر الرئيس عبدالفتاح السيسى على تكراره فى كل تصريحاته ولقاءاته طوال الثلاثة أشهر الماضية - كى نطهر كامل التراب الوطنى من هؤلاء الخونة والإرهابيين وخفافيش الظلام الذين توهموا هم ومن يحرضونهم ويخططون لهم ويمدونهم بالمال والسلاح أنهم قادرون على إسقاط وتدمير مصر . إن " العملية الشاملة .. سيناء 18 " ليست عملية مصرية فحسب ، بل مهمة قومية تقوم بها مصر نيابة عن الدول العربية بصفة عامة للقضاء على الإرهابيين وتخليص المنطقة من شرورهم ومخططاتهم الخبيثة التى لا تتوقف عند حد معين ، كما أنها مهمة دينية وإسلامية للقضاء على " داعش " وأنصارها الذين تسببوا فى الإساءة لصورة الدين الإسلامى الحنيف فى العالم كله . وفى تقديرى الخاص أن هذه المعركة الفاصلة ، ستكون النقطة الأهم فى ملف تحول مصر من حالة " شبه الدولة " الى استعادة هيبة الدولة المصرية بصورة كاملة ، كما أن هذه الملحمة البطولية ستكون بمثابة إشارة البدء الحقيقية للمعركة الأهم وهى تعمير سيناء بالحجر والبشر، من خلال تنمية هذه المنطقة الغالية علينا بالمشروعات الإستثمارية والإقتصادية العملاقة والتى سوف تساهم بدورها فى نقل الملايين من البشر للإقامة فيها وتعميرها وهو الهدف الأكبر الذى لم تحققه مصر منذ انتصارات حرب أكتوبر المجيدة فى حرب 1973 .