كشف المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب "الوسط"، سر العلاقة القوية التي ربطت المهندس عثمان أحمد عثمان مؤسس وصاحب كبرى شركات (المقاولون العرب) بجماعة "الإخوان المسلمين". وقال ماضي: "حين اقتربنا من المهندس/ عثمان أحمد عثمان وكنا في ذلك الوقت من الإخوان، وكنا قد سمعنا من عدد كبير من الإخوان كبار السن مدحًا في المهندس/ عثمان وفي ذكر حبه للإخوان، عرفنا لماذا يتعاطف مع الإخوان، فالرجل يحكي عن علاقته بالأستاذ/ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كمدرس له وشقيقه حسين عثمان في الإسماعيلية وهم صغار بالمدرسة وكيف أثَّر فيهما، ويحكي ذلك في كتابه "صفحات من تجربتي" في فصل بعنوان : "مع حسن البنا" فيقول اختصارًا بعد شرح : "وكان حظي أن أتتلمذ على يد المرحوم الشيخ حسن البنا الذي أكد عندي الخط الديني الذي نشأت عليه في منزلنا حتى أصبح هذا الخط محورًا لكل حياتي". وأضاف في منشور له عبر "فيس بوك": كان نائبه الأول هوالمهندس حلمي عبد المجيد الذي قيل - في أحد الروايات - إنه المرشد السري بعد وفاة المستشار/ حسن الهضيبي منذ نهاية عام 1973م حتى أوائل عام 1977م، حين اختير الأستاذ/ عمر التلمساني مرشدًا كما سبق وأن ذكرت في هذه السلسلة". وتابع: "كان يتعمد أن يزورنا نهارًا في مقر النقابة الرئيسي بشارع رمسيس في وجود عدد قليل من قيادات النقابة، وفي إحدى المرات كان موجودًا المرحوم د/ حلمي حتحوت وكيل النقابة، والمرحوم المهندس/ مراد جميل الزيات الأمين العام، وأبو العلا ماضي الأمين العام المساعد، وفي أثناء الحديث سأل المهندس/ عثمان د/ حلمي حتحوت رحمهم الله جميعًا، وكان د/ حلمي من الإخوان الذين دخلوا السجن عام 1965م: أنت دخلت السجن يا دكتور حلمي؟ فردَّ د/ حلمي: نعم يا عثمان بك فقال م/ عثمان: قعدت أد إيه؟ فردَّ د/ حلمي : 10 سنين. فشهق م/ عثمان وقال: يا نهار أبيض، ده أنا قعدت ساعتين كنت هموت. فضحكنا، وحكى قصة الساعتين - طبعًا أيام الرئيس/ جمال عبد الناصر - فقال: إنتم عارفين إني بحب الإخوان وكنت عايز أساعدهم وكنت عايز أعيِّنهم - أوظفهم - في شركة المقاولون العرب، ثم قال: فذهبت للمرحوم اللواء حسن طلعت وكان مدير المباحث العامة - أمن الدولة لاحقًا والأمن الوطنى الآن - وقلت له: يا حسن بك مش الإخوان اللي خرجوا من السجون لو ظلوا لا يعملوا هيفكروا في عمل تنظيمات و(يقرفوكوا). قال: صحيح. فقال م/ عثمان: طيب أنا أعينهم في الشركة عندنا ولكن بشرط، كل واحد مطلوب تعيينه سوف أرسل لك خطابًا أسألك عن تعيينه، فإذا وافقت عينته. فقال له اللواء/ حسن طلعت: موافق. فقال لنا المهندس/ عثمان: فأصبح في ملف كل واحد من الإخوان خطاب موافقة على تعيينه من مدير المباحث العامة اللواء/ حسن طلعت، وحين حدث قبض على الإخوان مرة أخرى عام 1965م (وواضح أن التعيين كان بعد خروج الإخوان غير المحكومين منذ عام 1959م وما بعدها حتى عام 1965م) طلب الرئيس/ عبد الناصر تصنيفًا للمقبوض عليهم من الإخوان، فوجد أن هناك 168موظفًا ومهندسًا من الإخوان في "المقاولون العرب"، فقال الرئيس/ جمال عبد الناصر: إيه ده، ده تنظيم داخل المقاولين العرب، هاتوا عثمان. فقال م/ عثمان: وتم القبض عليَّ وسؤالي في المخابرات عن هذا التنظيم البالغ عدده 168 من الإخوان داخل "المقاولون العرب"، قال: فقلت لهم إن كل واحد من هؤلاء لم يتم تعيينه إلا بموافقة كتابية من اللواء/ حسن طلعت، والخطاب موجود في ملف كل واحد، ثم ضحك وقال: وأخلوا سبيلي بعد ساعتين كنت هموت فيهم!! واشار ماضي الى ان العلاقة بين الاخوان والمهندس عثمان احمد عثمان توطدت بعد وصول الرئيس السادات الى الحكم :"قد تعززت هذه العلاقة بعد وصول الرئيس/ السادات إلى السلطة وقربه من المهندس/ عثمان، أو قرب المهندس/ عثمان منه، وهو ما يؤشر عليه اللقاء الذي رتبه لنائبه الأول المهندس/ حلمي عبد المجيد مع الرئيس السادات، بشأن طلبه عودة جماعة الإخوان للعمل والتأشير على الطلب بكلمة "green light " كما أسلفنا. بل قد أرسل المهندس/ عثمان المهندس/ حلمي عبد المجيد إلى السعودية في الستينيات ليشرف على فرع "المقاولون العرب" في السعودية والتي كان اسمها "المقاولون السعوديون"، ولذلك فإنه كان مُرَحِّبًّا بمجموعة الإخوان في النقابة بالرغم من تباين المواقف بيننا وبينه سواء من الناحية السياسية أو النقابية".