اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، أن إسرائيل "أنهت" اتفاق "أوسلو" للسلام (1993)، مشددا على ضرورة إعادة بحث الاتفاق. وقال عباس، في كلمة له خلال اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، وسط الضفة الغربية، إن "إسرائيل أنهت اتفاق أوسلو ويجب أن يوضع على الطاولة للبحث فيه". وشدد على عدم قبوله بأن تبقى السلطة الفلسطينية "سلطة بلا سلطة وتحت احتلال". وجدد الرئيس الفلسطيني تمسكه بحل الدولتين "على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية". وأشار إلى أن فلسطين ستتوجه لمجلس الأمن الدولي "رغم الفيتو الأمريكي" بهدف الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وأكد عباس على أنه لن يقبل أن تكون الولاياتالمتحدة وسيطا في أي عملية سلام مع إسرائيل. وقال: "نحن لا نأخذ تعليمات من أحد ونقول لا لأي كان إذا كان الأمر يتعلق بمصير قضيتنا". وأعرب عن رفضه لمشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و"صفقة العصر" المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ومصطلح "صفقة القرن" أو "صفقة العصر" كما وصفها عباس، خطة تعمل الإدارة الأمريكية على صياغتها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. من ناحية أخرى، قال الرئيس عباس، إن "القدس أزيحت عن الطاولة بتغريدة من (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب على توتير". وأضاف: "مدينة القدس هي العاصمة الدينية والسياسية والجغرافية لفلسطين"، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية "لن تقبل إلا بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية". وبين أن الولاياتالمتحدة تحاول إزاحة قضية اللاجئين الفلسطينيين. يشار إلى أنه في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، نيكي هيلي، في تصريحات للصحفيين بنيويورك، إن "الرئيس ترامب سيوقف الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)؛ وذلك حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات". في سياق آخر، جدد عباس مطالبة لبريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتقديم التعويض له عن "وعد بلفور". واعتبر أن "الوعد" كان "قرارا بتقديم فلسطين وطنا قوميا لليهود". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة أصرت على تنفيذ "وعد بلفور" في ذلك الوقت. و"وعد بلفور" هو الاسم الشائع لرسالة بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، تعهد فيها بأن تبذل حكومته قصارى جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وعلى صعيد ثان، عبر الرئيس الفلسطيني عن انزعاجه من عدم مشاركة حركتي "حماس" و"الجهاد والإسلامي" في اجتماعات المجلس المركزي. وفي الشأن العربي، قال عباس: "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية العربية، ولن نقبل التدخل بالشأن الفلسطيني"، معتبرا أن "ما يجري بالدول العربية شأن داخلي لا شأن لنا فيه". ومساء الأحد، انطلقت اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في رام الله، لبحث الرد على اعتراف واشنطن، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسط مقاطعة من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ومسؤولين في "فتح". وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتبار القدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمةً مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينةالفلسطينيةالمحتلة. -