قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن بعض أتباع الإخوان المسلمين مستعدون لغض الطرف عن الإرهاب، مشيرًا إلى أنهم سعوا مرارًا وتكرارًا إلى التستر على جرائم داعش. وتابع ، في كلمته حول مكافحة الإرهاب التي نشرها موقع وزارة الخارجية البريطانية باللغة العربية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": منعنا إرهابيي داعش من السيطرة على أرض في الشرق الأوسط، لكننا لم نحطمهم تماما. إنهم الآن يجمعون صفوفهم في دول حكوماتها ضعيفة... في أفغانستان و ليبيا و الصومال و شمال نيجيريا. وهم قادرون على شن عمليات حتى بلدان حكوماتها مستقرة نسبيا، كما حاولوا في تونس و مصر. وأضاف وزير الخارجية البريطاني : يحزنني بأنه بات أمرا مألوفا أن نقرأ أنه في مكان ما من قارتنا يحلو لشخص ما أن يصيح "الله أكبر" وهو يشن اعتداءا على الناس... هذا هو الوقت المناسب لنستمدّ الثقة من نجاحنا في مواجهة داعش؛ ونفكر في الطريقة التي سنواصل بها هذا القتال. وأردف : حتى لو تمكنا من اعتقال كل مقاتلي داعش، وحتى لو أن كل الجهاديين بالعالم قد سُجِنوا أو تبخروا بفعل ضربات الطائرات بدون طيار، فإننا سنكون ما زلنا لم نلحق الهزيمة بالعدو. هذه ليست حربا ضد دولة تقليدية ذات سيادة. إنه ليس صراعا ضد دين، بل ضد فكرة، ضد ايديولوجية محرفة. ومضى بالقول : علينا النظر إلى العوامل الاجتماعية والعاطفية التي تتضافر لتدفع أشخاصاً لتكريس أنفسهم لمثل هذه العدميّة الشاملة. إننا بحاجة إلى أن نفهم بالضبط السبب الذي جعل هذا النوع من الإرهاب مرتبطا ب الإسلام، وبطريقة يراها 1.5 مليار مسلم مُهينة ومثيرة للغضب، مشيرًا إلى أن ضحايا الإرهاب ليسوا غربيين، رغم ما طرأ من زيادة مؤخرا في الهجمات الإرهابية. لقد ارتفع عدد ضحايا الإرهاب العالمي من 3,361 في عام 2000 إلى 25,673 في عام 2016، والأغلبية الساحقة من هؤلاء الضحايا، ما يعادل 98%، كانوا مسلمين أبرياء يعيشون في دول إسلامية. وواصل"جونسون" : واظب الأسد منذ بداية الثورة السورية في 2011 على ترسيخ وتعميق المعضلة. وساهم في خلق داعش. حيث أخرج زعماء التنظيم من السجون واشترى منهم النفط. وكان يتجنب عادة، حتى هذه السنة، مقاتلة داعش، مكرّسا أغلب عدوانه الوحشي لسكان سورية المدنيين. وأضاف : لم نستطع أبدا الإجابة عن سؤال "من الذي سوف يخلف الأسد"، ذلك لأن التحدي الأول أمامنا كان التخلص من داعش، وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين الإسلاميين. وصحيح أننا نحتفل بهزيمة داعش في الرقة، ولكن الأسد تمكن في هذه الأثناء من استعادة معظم أراضي سورية. وتابع: المشاكل التي نشهدها اليوم تفاقمت ليس نتيجة لتدخل الغرب فيها بقدر ما هي نتيجة لنأي الغرب بنفسه عنها. فقد طالبنا الأسد بالرحيل وحددنا الخطوط الحمراء بشأن معاملته للشعب السوري؛ وبعد ذلك لم نفعل شيئا حيالها. وبالتالي تركنا الساحة مفتوحة على مصراعيها لروسيا و إيران وقال وزير الخارجية البريطاني: الإرهاب الإسلامي ليس بذاك الخطر الوجودي على بريطانيا. إنه بلاء ومرض وداء، غير أننا نستطيع معالجته. ذلك أنه على الرغم مما يُزعم حول قوته الإدمانية الفورية، فإن الواقع هو أن أقلية ضئيلة جدا من الناس هم الذين سيتأثرون بحماقاته الطنانة. واستطرد: لا يمكننا تحقيق النصر ضد الإرهاب إلى حين تحصين جميع السكان ضد هذا الفيروس، وإلى حين لا يعود العالم الإسلامي عُرضة للإصابة بالسرطان. هذا النضال لن ينتهي إلا عندما نتمكن من وضع حد للاستغلال السياسي للتطرف و الإرهاب. وأشار إلى أن: من الواضح أنه من الخطأ أن يستغل الإسلاميون الحريات هنا في بريطانيا– حريات التعبير والتجمع– التي يقمعها أتباعهم في الخارج. ومن الواضح أن بعض أتباع الإخوان المسلمين مستعدون لغض الطرف عن الإرهاب... وقد سعوا مرارا وتكرارا إلى التستر على جرائم داعش. واختتم: سوف ننتصر ضد الإرهاب حين نفهم أن "نحن" تعني ليس فقط نحن في الغرب، بل مئات ملايين المسلمين بأنحاء العالم الذين يشاطروننا نفس الآمال والأحلام، ولديهم نفس الهواجس والأهداف لعائلاتهم، والذين هم عازمون مثلنا على هزيمة هذا الطاعون.