سلطت العديد من المواقع الأجنبية الضوء على رد فعل الشعب المصري على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ذاكرة أن الشعب المصري لم يرحب بنائب الرئيس الأمريكي، بنس مايك. مسيحو مصر ضد قرار "ترامب" فذكر موقع "دير شبيجيل" الألماني، أن مسيحيي مصر لم يعودوا يرحبون بنائب الرئيس الأمريكي، لاسيما بعد أن رفض البابا تواضروس مقابلته، مشيرًا إلي أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسبب في العديد من الاضطرابات الدبلوماسية واشتباكات عنيفة. وألغى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والبابا تواضروس الثاني، لقاءهما المقررين مع نائب الرئيس الأمريكي، بنس مايك، يوم السبت، في إشارة منهما إلى الاحتجاج على قرار "ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأرادت السلطة الفلسطينية بسحب دعواتها من النائب الرئيس الأمريكي، التعبير عن غضبها بعد تغيير المنعطف في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه القدس، فصرح أحد المسئولين في حزب محمود عباس، جبريل الرجوب، بأن "نائب الرئيس الأمريكي غير مرحب به في فلسطين". وكان من المقرر أن يزور "بنس" إسرائيل قبل عيد الميلاد، وسبق ذلك زيارة له ل"عباس"، وكان البيت الأبيض قد حذر فلسطين يوم الخميس من إلغاء الزيارة، مصرحًا بأن هذا لا يحمل نتائج عكسية. وأيضًا بابا الأقباط في مصر البابا تواضروس الثاني، لم يعد يريد مقابلة نائب "ترامب"، فألغى المقابلة المقررة بينه وبين "بنس" في منتصف ديسمبر في القاهرة، وصرحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن "ترامب" تجاهل "مشاعر ملايين العرب" بخطوته الفردية تلك. ويمثل "تواضروس الثاني" ملايين الأقباط في مصر، والتي تعد أكبر المجموعات المسيحية في البلاد بثمانية ملايين قبطي، ويمثل المسلمون 90% من السكان المقدر عددهم بأكثر من 90 مليونًا، وكان شيخ الأزهر، الأمام أحمد الطيب، قد ألغى مقابلته مع "بنس" يوم الجمعة. مصر لا ترحب بنائب "ترامب" بينما ذكر موقع "ميديا لاين" الصادر بالإنجليزية وقال المتحدث باسم الكنيسة الأب بولس حليم، "إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعتذر لنائب الرئيس مايك بنس عن إلغاء اجتماعه المقرر مع البابا تواضروس، مضيفًا أنه ليس الوقت المناسب لمثل هذه المقابلة نتيجة لجرح مشاعر الملايين من الناس في مصر والمنطقة". وكانت زيارة القاهرة لنائب الرئيس" بنس" تعتبر مبادرة أمريكية لتسليط الأضواء على الوضع الهش للمسيحيين في المنطقة، ولكن تحرك الرئيس دونالد ترامب للتأكيد على مطالبات إسرائيل لفرض سيادتها على في القدس قد وضع رجال الدين الأقباط هنا تحت ضغط خاصة فيما يخص بزملائهم المسلمين. غضب أزهري وفي يوم الخميس، أعلن شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب أنه لن يلتقي "بنس" في ضوء الخطة الأمريكية لنقل سفارتها إلى القدس. وقال الطيب إن "الرئيس الأمريكي وإدارته يجب أن يتحملا المسؤولية الكاملة عن إثارة الكراهية في قلوب المسلمين وقلوب جميع مناصري السلام في العالم". "كيف يمكنني الجلوس مع أولئك الذين يعدون ما لا يملكون لمن لا يستحقون؟"، ومنذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة، اتخذ الأزهر خطوات واسعة لإصدار رؤية معتدلة للإسلام، الأمر الذي يناهض التطرف الديني والإرهاب الذي تتبناه الجماعات الجهادية. وقال عباس شومان، نائب وزير الأزهر في خطبة الجمعة، إن هذا القرار إرهابي يتساوى مع الهجوم الأخير على مسجد الروضة، مشيرًا إلى مذبحة "داعش" في نوفمبر التي أودت بحياة أكثر من 300 مصلٍ في شمال سيناء. وأضاف أن اليهود ليس لهم الحق في أي جزء من القدس، العربية والإسلامية، ووعد إبراهيم وإسحق ويعقوب لم يكن لليهود لأن هؤلاء الأنبياء كانوا مسلمين، مؤكدًا أن قرار سفارة ترامب يوم الأربعاء الماضي، أصبح من المستحيل فصل السياسات الأمريكية والإسرائيلية. "ترامب" فقد مصداقيته يقول الملحق الصحفي السابق للسفارة المصرية في واشنطن، أحمد نوبي، إن "ترامب فقد كل مصداقيته كوسيط سلام"، في القضية الفلسطينية، مضيفًا أن القادة الإقليميين والشارع العربي غاضبون ومن الصعب على نحو متزايد تصور نتائج دبلوماسية ايجابية"، مشيرًا إلى موجة الغضب التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي حول قرار الولاياتالمتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس. وكان الرئيس "السيسي" يأمل في لعب دور الوسيط الرئيسي إلى جانب الرئيس ترامب الذي أعلن عزمه على وضع "صفقة القرن" في الشرق الأوسط في الاجتماعات والمحادثات الهاتفية مع القادة العرب في وقت مبكر من ولايته. وقال ممثل مصر الدائم لدى سفير الأممالمتحدة عمرو أبو العطا في اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي، إن "القرار الأمريكي سيكون له عواقب سلبية جدا على عملية السلام التي تستند إلى اعتبار القدس قضية تسوية نهائية يتم حلها من خلال المفاوضات. وللمرة الأولي منذ أن اعتلى الرئيس السيسي السلطة في 2013 لم يتمسك النظام بقوانين التظاهر، فخرج الآلاف لشوارع القاهرةوالإسكندرية بعد إعلان "ترامب" بنقل السفارة. الإسكندرية تنتفض وحرق متظاهرو الإسكندرية أعلام إسرائيل خارج مسجد القائد إبراهيم الكائن في وسط المدينة، ورددوا شعارات مثل "القدس عربية"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وردد المتظاهرون في الحرم الجامعي في الإسكندرية شعارات مناهضة لأمريكا وإسرائيل . وقال نور خليل البالغ من العمر 24 عاما، وهو خريج كلية الحقوق بجامعة الأزهر وباحث في شؤون اللاجئين في الشرق الأوسط: "على كل من يهتم بحقوق الإنسان في العالم أن يدعم الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة القتل والتشريد وتزوير الحقائق". وتابع "خليل": "عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب الفلسطيني فإن مصر والمصريين لديهم الكثير ليقدموه، هناك دائما بدائل لجميع المنتجات، والمقاطعة هي شكل شرعي من المقاومة والتعبير السلمي عن غضبنا".