فى عام 1984 انشغل العالم كله برواية (1984) التى كتبها الأديب الإنجليزى جورج أورويل، التى كتبها عام 1948 وكانت تعطى صورة للعالم فيما سيكون عليه العالم فى تلك السنة، وأشار للقوة العظمى بالأخ الكبير، وتقريبًا ترجمت الرواية لكل لغات العالم قبل بدايات عام 1984، وفرضت للتدريس على طلاب الأدب الإنجليزى فى كل جامعات مصر، وكنت شاهدًا على ذلك وقتها. جورج أورويل اسمه الحقيقى إريك آرثر بلير، ولد فى مثل هذا اليوم عام 1903، بالهند لأسرة إنجليزية كانت تقيم بولاية بيهار، وكان أبوه يعمل موظفًا صغيرًا في الإدارة المدنية البريطانية بالهند في دائرة الأفيون. في عام 1911 عندما بلغ إريك الثامنة من العمر عادت أسرته إلى بريطانيا لتقيم في هنلى، بينما واصل والده عمله في الهند حتى اعتزل الخدمة عام 1912م. نجح بتفوق في الامتحان النهائي بالمدرسة الثانوية ألا أنه لم يكمل دراسته الجامعية, فقد كان مولعًا بالمغامرة وبالأدب وبأن يصبح كاتبًا، قرر السفر عام 1922 للعمل في الشرطة الاستعمارية الهندية، ثم ذهب لتلقي تدريباً على عمله في بورما، ثم ظل يخدم حيث تدرب إلى أن استقال بعد 5 أعوام. كان يحب الحرية ويكره سيطرة وهيمنة الإنسان على الإنسان، وكان يعتقد بأن الإدارة الاستعمارية في بورما كان أساسها الهيمنة على الآخرين وليس فقط البورميين بل أيضًا الإنجليز من الطبقة العاملة. في عام 1928 عاد إلى لندن ومارس عيشة وحياة الفقراء ليتجاوز بذلك عقدة النفور الموروثة لديه ولدى أبناء الطبقة الوسطى التي ينتمي إليها من الفقراء، ثم سافر إلى باريس حيث عاش فى أحد أحياء العمال، وعمل في غسل الصحون. في ديسمبر عام 1929 بدأ إريك فى كتابة أول كتبه، وكان عبارة عن تقرير عن تلك الفترات التي عاشها في كل من لندن وباريس بين الفقراء، لكن التقرير لم يرَ النور إلا عام 1832، وفى عام 1935 كتب رواية "ابنة قسيس"، وبعدها بعام كتب رواية "دع الزنبة تطير"، ثم انتقل إلى إسبانيا وعمل مراسلاً صحفيًا وجنديًا لصالح جمهورية فرانكو. في عام 1938 أصيب أورويل بالسل، وسافر لقضاء بعض الوقت في المغرب، وهناك ألَّف روايته الثالثة "الخروج إلى المتنفس" التى نشرت عام 1939م، وفي عام 1941 التحق بالقسم الهندي بهيئة الإذاعة البريطانية، ثم تركها وعمل صحفيًا بجريدة "تريبيون"، وخلال تلك الفترة كتب روايته الشهيرة "مزرعة الحيوانات"، وفى عام 1946 كتب روايته الأخيرة والتى تعد أشهر ما كتب "1984" التى تحولت إلى فيلم سينمائى. مات فى 21 يناير عام 1950 متأثرًا بمرض السل ولم يكمل الخمسين من العمر.