قال محللون إسرائيليون إن علاقات إسرائيل بمصر ستكون مع المجلس العسكرى والمخابرات العامة وليس مع الدكتور محمد مرسى الذى تشير النتائج الأولية إلى فوزه فى انتخابات الرئاسة المصرية. وكتبت محللة الشئون العربية فى صحيفة "يديعوت أحرونوت" سمدار بيرى، أن "ما كان سيكون" وأن المسئولين الإسرائيليين الذين تم إيفادهم فى الماضى إلى مصر سيواصلون هذا العمل "وسيستقبلهم رجال مراد موافى، رئيس المخابرات، مثلما استقبلوهم قبل عصر مرسى وسيطلعون قادة المجلس العسكرى، وليس مؤكدًا أنهم سيحرصون على إعطاء تقارير لقصر الرئاسة". واعتبرت بيرى أن "مناورة المجلس العسكرى التى تم إنزالها على مرسى" بتقليص صلاحيات الرئيس المصرى الجديد بدستور جديد "ليست سيئة بالنسبة لنا". ورأت أن المجلس العسكرى فى مصر بادر إلى تعديل الدستور وسحب صلاحيات كانت بأيدى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، استعدادًا لاحتمال فوز مرسى وليس مرشح الرئاسة أحمد شفيق المقرب من نظام مبارك. وربط المحللون بين احتمال فوز مرسى والوضع الأمنى المتدهور فى سيناء وخاصة عند الحدود الإسرائيلية المصرية، والذى تم التعبير عنه بهجوم ضد هدف إسرائيلى صباح أمس الأول وأسفر عن مقتل إسرائيلى ومسلحين. ورأى المحلل العسكرى فى "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان أن "الجمهورية المصرية الثانية" برئاسة رئيس إسلامى، ستنقل التوتر بين إسرائيل ومصر من خلافات سياسية إقليمية إلى خطوط مواجهة دينية... والاعتياد على حقيقة أن حدود إسرائيل الجنوبية، وعلى طولها كلها، هى حدود معادية وحدود مواجهة". وربط فيشمان بين هذا الوضع وبين المجموعات المسلحة فى سيناء التى وصفها بأنها "كارتيل إجرامى من الأقوى والأكبر فى العالم" وهى عبارة عن عشائر بدوية تسيطر على سيناء، "ومقابل المال سينفذ هذا الكارتيل هجمات ضد إسرائيل ومصر أو أية جهة أخرى، وليس هناك عملية تهريب أسلحة أو بضائع أو مخدرات أو نساء لا تمر عبره". وأضاف أن "هذا الكارتيل يتمتع بحصانة لمجرد وجوده فى الأراضى المصرية، إذ أن إسرائيل لن تنتهك السيادة المصرية من أجل معالجة هذه المشكلة، وأن المصريين يحاولون مواجهته". وأشار إلى أن "فى هذا الصراع يوجد تعاون وثيق بين مصر وحماس التى لا تستفيد من موقع الكارتيل". وتابع "لكن مصر ليست مهتمة ببذل جهود فى هذه الأطراف البعيدة، فلديها مشاكل داخلية" وأن هذا "الكارتيل" يتعاون مع حركات الجهاد العالمى وجهات مسلحة فى قطاع غزة. بدورهما اعتبر المحلل العسكرى عاموس هارئيل ومحلل الشئون الفلسطينية أفى سخاروف فى صحيفة "هاآرتس" أن "حالة الفوضى فى سيناء لن تختفى قريبًا، لأن قوات الأمن المصرية ستكون منهمكة جدًا فى محاولة استقرار الصورة فى المدن المصرية الكبرى". ورأى المحللان أن "إسرائيل تواجه مشكلة مزدوجة، الأولى أنها ليس لديها عنوان واضح (لمنفذى الهجمات) لجباية الثمن منه، لأن هجمات كهذه لا يرافقها إعلان تحمل مسئولية موثوق عن هجوم، والمشكلة الثانية هى أنه على الرغم من التصريحات الإسرائيلية المتوقعة بتحميل مصر المسئولية الكاملة على أمن الحدود، إلا أن إسرائيل تهدد القاهرة بمسدس خالٍ من الذخيرة". من جانبها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن "التوتر يزداد قبل إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية فى مصر والتى سيفوز فيها على ما يبدو المرشح الإخوانى محمد مرسى". وأضافت الصحيفة أن سعادة "الإخوان" بوصول مرسى للرئاسة يقف فى طريقها المجلس العسكرى الحاكم بالبلاد، فهذا المجلس على ما يبدو لا يريد تسليم السلطة التنفيذية للإخوان ويقوم بنوع من التسويف والمماطلة فى الأمر، فى الوقت الذى يخشى فيه الإخوان من قيام المجلس بخطوات للإضرار بهم. ودللت على ذلك بالقانون الذى أصدر مؤخرًا ويقضى باعتبار المتظاهرين فى التحرير منتهكين للقانون، مما دفع محمد مرسى "رغم أنه معروف بهدوء أعصابه" إلى التعبير عن غضبه من الأمر، وفى تصريحات له مؤخرًا هدد بمظاهرات ضخمة والاستمرار فى الثورة. ولفتت الصحيفة إلى أن اسم إسرائيل ظهر فى العملية الانتخابية بمصر، حيث اتهم مرسى إسرائيل بدعم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كما هاجم خصمه أحمد شفيق وقادة المجلس العسكرى قائلاً: إنهم صمتوا على اتفاقية الغاز مع إسرائيل.