فشلت المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، فى انتخابات منظمة الثقافة والآثار "اليونسكو" فى الحصول على النسبة الأعلى خلال الجولات الثلاث الأوائل في عملية التصويت لمنصب مدير عام المنظمة، إذ حصلت فى اليوم الأول على 12 صوتًا, وفى اليومين الثانى والثالث على 13صوتًا. ويأتى فشل خطاب، وفق دبلوماسي سابق، وعضو باتحاد كتاب مصر فى كونها لم تتولى منصب متعلق بالثقافة والآثار من قبل, بالإضافة إلى إنها شاركت بشكل مباشر أو غير مباشر فى إغلاق مكتبات أدبية, كان لها دور كبير فى نشر الثقافة بين فئات وطبقات شعبوية, وبالتالى أصبحت فى موقف ضعف أمام أعضاء المجلس التنفيذى للمنظمة وهم 50 عضوًا. وتتنافس خطاب، وزير الدولة للسكان السابقة, مع مرشح دولة قطر ووزير ثقافتها السابق حمد الكواري, والذى تصدر يومى التصويت الأول والثاني, ب19 ثم 20صوتًا, وتساوى مع المرشح الفرنسي في اليوم الثالث ب 18 صوتًا. قال السفير حسين هريدي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "خسارة مشيرة خطاب مرشحة مصر لرئاسة اليونسكو, تأتى لعدة أسباب, من بينها أنها لم تعمل من قبل فى مجال الثقافة أو التعليم والبحث العلمى وهى المجالات الرئيسية التى تهتم بها مؤسسة اليونسكو, والتى تعتبر راعى للآداب والثقافة والعلوم فى العالم, على عكس المرشحين الآخرين, حيث شغل المرشح القطرى صاحب أعلى الأصوات منصب ويزر الثقافة فى بلاده, ونفس الحال للمرشحة الفرنسية واللبنانية". وأضاف هريدى ل"المصريون"، أنه اتصل بنفسه بالحملة المصاحبة للسفيرة مشيرة خطاب، فى اليونسكو, بسبب ضعف تسويقهم للمرشحة المصرية, وترويجهم لشائعات حصول دول المجلس التنفيذى للمنظمة على رشاوى من دولة قطر فى مقابل التصويت لصالح الكوارى مرشح قطر, وهو ما يستفز هذه الدول بشكل كبير وبالتالى يحجبون صوتهم عن مصر ويعتبرون أن الوفد المصرى "يهينهم" ويعطون أصواتهم لصالح المرشح القطرى، والذى قدم فى الأساس مشروعًا ممتازًا إلى أعضاء المجلس التنفيذي, خاصة وأنه حاصل على ماجستير من السوربون فى فرنسا ودكتوراة من نيويورك, بالإضافة إلى عمله كوزير للثقافة فى بلاده ومندوبًا عنها فى الأممالمتحدة واليونسكو نفسها لسنوات عديدة. وعلى مستوى حقوق الإنسان, فإن مشيرة خطاب، قد سبقها إلى اليونسكو تحذيرات من منظمات حقوقية فى الداخل المصري, تطالب أعضاء المنظمة بعدم التصويت لصالحها لتولى منصب مدير عام اليونسكو. إذ اتهم بهى الدين حسن, رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان, السفيرة مشيرة خطاب بأنها ساهمت فى إغلاق مكتبات الكرامة والتى ساهمت بشكل كبير فى انتشار الثقافة فى الأماكن الشعبوية فى مصر, بالإضافة إلى مكتبات "ألف" والتى تعتبر صاحبة أكبر فروع لتوزيع الكتب على مستوى الجمهورية. محمد الجيزاوي, عضو اتحاد كتاب مصر, اعتبر أن "فوز السفيرة مشيرة خطاب, بمنصب مدير عام اليونسكو أمر مستحيل, خاصة مع حالات السرقة الكبيرة للآثار من مخازن الدولة, بالإضافة إلى إغلاق المكتبات التى تعتبر العامل الأساسى فى نشر الثقافة بين الجماهير, وضعف الخبرة فى مجال الثقافة من المرشحة المصرية يجعل فوزها بالمنصب مستحيلاً, خاصة وأن مصر فشلت فى الحصول على نفس المنصب على الرغم من ترشح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى للمنصب نفسه".