أولياء الأمور: هنأكل أولادنا ولا نشترى الزى المدرسى بلاها تعليم وخلاص أصحاب المحال: "تعويم الجنيه سبب الخراب اللى بيقينا فيه وحالنا وقف مفيش بيع ولا شراء الحاجة صفاء للسيسى: "خليك رحيم بينا مثل "سيدنا عمر" مشاريعك لم تنفعنا بشىء والناس ماشيين يعيطوا فى الشارع من غلاء الأسعار" "أم مايكل": "البلد فيها فلوس كتير لكن الحكومة قاصدة تدوس على الغلبان بالجزم" يقع شارع الفجالة بوسط مدينة القاهرة، متفرعًا من ميدان رمسيس، ويشتهر هذا الشارع عند المصريين بأنه مكان مخصص لكل ما يخص الدراسة والطلاب من أدوات مدرسية وكتب ومطابع لطباعة الكتب فى مختلف المجالات، لكن ما يخفى على الكثير مننا أنه أيضًا مزار كبير لبيع الأدوات الصحية والسيراميك والرخام، حيث تبلغ أعداد محلات الأدوات الصحية فيه ما يقرب من ثلاثين محلًاً وأكثر. قال عبد المنعم، أحد بائعى الرخام بمنطقة "الفجالة": إن هذه المنطقة عند نشأتها كانت تشتهر بالأدوات الصحية بجانب الأدوات المدرسية، حيث كان هناك أشخاص من الأجانب يقومون ببيع الأدوات الصحية فى هذه المنطقة. وأضاف فى حديثه ل"المصريون"، أنه موجود فى هذه المنطقة منذ 27 عامًا، مشيرًا إلى أن الإقبال فى السنوات الماضية كان ضعف الإقبال الموجود فى الشارع الآن، متابعًا موسم الدراسة لا يؤثر فى الإقبال علينا، وذلك لاختلاف كلا السوقين عن بعضهما، حيث إن زيادة الأسعار أثرت على الإقبال، بشكل كبير، فهى فى تناقص. وقال عاطف سمير صاحب محل أدوات صحية، إن هذه المنطقة تشتهر عند المصريين بأنها لبيع الأدوات المدرسية، لكن فى الحقيقة نصفها الأول للأدوات المدرسية والآخر للأدوات الصحية، مشيرًا إلى أنه متواجد فيها منذ 25 سنة تقريبًا. وأضاف خلال حواره ل"المصريون"، أن نشأة هذه المنطقة من قديم الزمان كانت عبارة عن بارات وخمارات، بعدها بدأت تشتهر بالأدوات الصحية والمدرسية معًا، مشيرًا إلى أن موسم الأدوات المدرسية، أثر عليهم كثيرًا فى الإقبال على منتجاتهم. وتابع، أن الغلاء والظروف الاقتصادية، التى تمر بها البلاد، أثرت عليهم أيضًا من ناحية الإقبال، حيث إن كل هذه المنتجات مستوردة من الصين، مما يرفع سعرها، مضيفًا "الدولار خرب الدنيا، الله يخربيت الدولار". وقال بائع بمحل آخر لبيع الأدوات الصحية يدعى ياسر: إن منطقة الفجالة منذ نشأتها، كان نصفها للأدوات المدرسية والآخر للأدوات الصحية كما هى عليه الآن، فى حين قال شخص آخر إنها سميت بذلك الاسم لأنها كانت تزرع الفجل. وأضاف صلاح صاحب محل آخر ل"المصريون"، أنه متواجد فى هذه المنطقة منذ 59 عامًا، متابعًا أن موسم الإقبال على الكتب والأدوات المدرسية بمناسبة العام الدراسى الجديد، يؤثر بشكل كبير على الإقبال بالنسبة للأدوات الصحية، حيث إن المواطنين عند نزولهم للسوق يقومون بشراء ما يحتاجونه، وهم حاليًا فى احتياج للأدوات المدرسية بمناسبة العام الدراسى الجديد. مستلزمات المدارس شوكة فى حلق الفقراء تتوالى المناسبات على المواطن المصرى واحدة تلو الأخرى، وبسبب الظروف المادية الصعبة، أصبحت هذه المناسبات عبئًا وضغطًا كبيرا عليهم، بدلاً من أن تكون مصدر سعادة لرسم البهجة على وجوههم. ومع اقتراب العام الدراسى الجديد بداء أولياء الأمور والطلاب التفكير فى إعداد جميع اللوازم المدرسية والتى من أهمها الحقيبة المدرسية والزى المدرسي، والذى شهدا ارتفاعًا جنونيًا فى الأسعار، مقارنة بالأعوام الماضية مما تسبب فى إصابة الأهالى بالإحباط الشديد . قامت "المصريون"، بجولة ميدانية فى سواق العتبة لرصد حال المواطنين، وكيف سيتعاملون مع اقتراب العام الدراسي.. يقول "سيد الفيومي" صاحب محل لبيع الشنط المدرسية فى منطقة العتبة" الأسعار بقت غالية جدًا الشنطة اللى كان سعرها50 جنيهًا وصل سعرها إلى 100 جنية، وشنطة الحضانة بتاعت الأطفال وصل سعرها 200 جنيه عشان خامتها كويسة ومستوردة. وتابع، "سعر شنطة طلاب الثانوى وصلت 300 جنيه بعد ما كانت ب150 جنيهًا السنة اللى فاتت، أما الشنطة العادية اللى خامتها إلى حد ما كويسة وصلت 120 جنيهًا بعد ما كانت ب70 و80 جنيهًا، والزباين مش بتحب تشتريها عشان الخامة بتاعتها مش هتكمل لآخر السنة". وأضاف الفيومى ل"المصريون"، "أنا فى المهنة دى بقالى أكثر من 10 سنين اول مرة نوصل للحال اللى وصلنا له ده مفيش بيع ولا شراء والحال واقف كل اللى عنده شنطة قديمة بقى يصلحها عشان ميشتريش، والزبون اللى عنده 4 أولاد وكان بيجى يشترى لهم كلهم شنط مدارس بقى يشترى ل2 بس، زمان كان فى إقبال جامد على شراء الشنط وكان ده موسم لينا كنا بنستناه كل سنة لكن دلوقتى بعد ما الدولار بقينا فى حالة ركود ومفيش بيع ولا شراء الناس هتجيب منين مفيش فلوس ولا شغل والناس بقت توفر حق الشنطة عشان تجيب لبس المدارس". مستكملاً: "قبل عيد الأضحى بيوم جالى زبونة اشترت شنطة ب120جنيهًا وبعدها بربع ساعة رجعتها وقالتلى سعرها غالى وإحنا داخلين على عيد عاوزه أجيب كيلو لحمة لعيالي". أما جمال سعيد صاحب محل أخر لبيع شنط المدارس بسعر الجملة بمنطقة"حمام التلات"يقول "أسعار الشنط عندى يتبدى من 90 جنيهًا إلى 200 جنيه لأنى ببيع بسعر الجملة لكن بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار حولت من بيع جملة إلى قطاعى بسعر الجملة،عشان اقدر أساعد الناس الغلابة اللى مش قادرين على ارتفاع الأسعار". وتابع جمال:"السنادى حركة البيع والشراء قلت جدًا عن السنة اللى قبلها وفى حالة ركود جامدة فى السوق بسبب تعويم الجنيه، الناس اللى عندها 3 أولاد ونازلين يشتروا ليهم شنط يفضلوا يلفوا فى السوق 3 ساعات وفى الآخر مش بيشتروا لأن الأسعار ارتفعت الضعف، والمرتبات زى ما هى مش بتزيد". وأضاف جمال خلال حواره مع"المصريون"، "كل موسم كنت ببيع كل الشغل اللى عندى أما السنادى مبعتش غير عدد قليل جدًا من الشنط وبالأخص لزباينى المعروفين اللى بيشتروا منى كل سنة، وأكمل أحنا مش عارفين نشتغل خالص وبيوتنا اتخربت بعد ما الدولار ارتفع ومش عارفين نعمل أية والزباين اللى عندها شنط قديمة بتصليحها ب10جنيهات ومبقتش تشترى شنط جديدة وتوفر الفلوس عشان تشترى لبس المدارس". أما الحاجة "صفاء" إحدى السيدات التى كانت متواجدة داخل محل بيع الشنط المدرسية بالعتبة، لشراء شنط المدارس لأحفادها التسعة، تقول"الأسعار غليت أوى والناس مش عارفة تعمل أية تشترى شنط مدارس للعيال ولا لبس ولا تأكلهم، المرتبات زى ما هى أنا عندى 9 أحفاد نازلة اشترى ليهم شنط وبلف على رجلى من الساعة 9 الصبح بقالى ساعتين عشان القى حاجة رخيصة مفيش الشنطة الكويسة0 اللى تستحمل طول السنة ب350 جنيه، حرام بجد اللى وصلنا له ده ميرضيش ربنا، اللى عنده أربع عيال هيشترى ليهم شنط بألف جنيه طب أزاى وهو المرتب كله على بعضه ألف جنيه". وأضافت صفاء ل"المصريون"، خلال جولتها فى سوق العتبة "لبس المدارس كمان زاد أسعاره جدًا عن السنة اللى فاتت أنا كنت بجيب لكل حفيد ليا 3 أطقم لمدرسة السنادى مجبتش غير طقم واحد ولو مكنوش داخلين مرحلة دراسية جديدة مكنتش اشتريت كمان". واستكملت "صفاء" حديثها بتوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية قائلاً: "ياريت يا ريس تلفت نظرك لينا شوية وسيبك من المشاريع اللى أنت بتعلمها دى ومفكر أنها بتنفعنا بحاجة وهى مش مستفادين منها أصلاً، أحنا بقينا حالنا صعب جدًا ياريس مش قادرين نعيش ولا لاقين نأكل الناس ماشية بتعيط فى الشارع بسبب الغلاء اللى بقينا فيه، والبلد حالها كل فترة يزداد سوءًا, وتابعت، الرحمة حلوة ياريس ارحمنا شويه لأننا خلاص قربنا نأكل بعضنا بسبب الهم اللى بقينا فيه، سيدنا عمرو كان بيمر يخبط على البيوت عشان يشوف أحوال الناس ويساعدهم أنت بقى مش ساءل فينا خالص وبأصص على المشاريع اللى مش نفعنا بحاجة". وتقول سيدة ثلاثينية أخرى تدعي"أم مايكل": "عندى 3 أولاد فى مراحل تعلم مختلفة بقالى 3 ساعات بلف فى السوق عشان اشترى لهم شنط وفى الآخر مجبتش حاجه عشان الأسعار غالية جدًا وأقل شنطة سعرها 150 جنيهًا قولت أوفر الفلوس اشترى بيها لبس المدارس وأخيط وأصلح الشنط القديمة ب50 جنيهًا يروحوا بيها المدرسة السنادي", وتابعت: "الأسعار ارتفعت جدًا ومش عارفين نعيش والبلد فيها فلوس كتير بس الحكومة هى اللى بتدوس على الغلبان وبيتغلى عليه الأسعار أنا جوزى مريض ومش بيشتغل وأنا اللى بشتغل عشان أساعده ياريت الريس ميزودش الهم علينا ويخف بقى عننا شوية ويرخص لينا الحاجة عشان نعرف نعيش". "زى المدارس اللى معهوش ميلزموش".. وأولياء الأمور: "عملين جمعيات وماضيين إيصالات أمانة" ويقول محمد عاطف، احد بائعى الملابس المدرسية، منطقة العتبة، "السوق يشهد حالة ركود شديدة بسبب ارتفاع أسعار الزى المدرسي، لأن فى نفس الوقت من نهاية الموسم الصيفى فى العام الماضي، جميع المحلات التجارية كانت تشهد إقبالاً كثيفًا لشراء الزى المدرسي، لكن السنادى الناس تعبانة ومفيش بيع ولا شراء وكمان طالعين من العيد صارفين كل اللى معاهم على لبس العيد واللحمة، وتابع، ربنا يكون فى عون الغلابة اللى عنده 4 عيال داخلين المدارس هياكلهم ولا يجبلهم لبس المدرسة" . وأضاف: "ارتفاع الأسعار جعل رب الأسرة فى حالة ضغوط كبيرة جدًا وبعض المواطنين أصبحوا لا يتحملون المصاريف المعيشية الصعبة". وأكد،أن السوق يشهد حالة ركود هذا العام عن سابقه، والمشترى دائمًا ما يفاصل بالسعر حتى يحصل على أقل سعر ممكن، ونحن كبائعين نعانى من ركود الأسواق، وما نحققه من مكسب يكون ضئيلاً للغاية. وتقول أم ندا، وكانت متواجدة فى أحد محال بيع الزى المدرسى بالعتبة: "أسعار لبس المدارس غالى جدًا القميص سعره ارتفع من 70 جنيهًا إلى 120 جنيهًا والجيب شوورت وصل سعره إلى 170 و200 جنيه بخلاف السنة اللى فاتت، وتابعت، "أنا عندى ثلاث بنات فى مراحل تعليم مختلفة مشترتش ليهم لبس فى العيد عشان أقدر أشترى لبس المدارس، ولسه هدفع لهم مصاريف المدرسة". واستكملت: "أحنا خلاص مبقناش قدرين نتحمل مصاريف المعيشة الصعبة فى الأوقات العادية اللى مفيش فيها مواسم نعمل أيه بقى فى دخول المدارس وإحنا لسه مجبناش غيرالشنط واللبس وصرفنا مبلغ وقدره ولسه فى جزم، كراريس وكشاكيل، وكتب، ومصاريف". وأكدت السيدة: "أن السبب الرئيسى فى إحباط وهم المواطنين هو ارتفاع الأسعار التى شاهدته البلد فى هذه الفترة قائلة:غلاء الأسعار هو السبب فى كل المشاكل اللى بقينا فيها، والدنيا غالية ومش بنبقى عارفين نجيب إيه ومنجبش إيه". ويقول محمد إبراهيم: أسعار مستلزمات المدارس من ملابس وأدوات مدرسية مرتفعة جدًا خصوصًا مع من لديه أطفال فى مراحل دراسية مختلفة، بخلاف مصاريف الحقائب والدروس الخصوصية، تعتبر صدمة فوق التحمل. وأضاف، أحاول توفير مصاريف المدارس من خلال الدخول فى جمعيات، متابعًا زوجتى وقعت إيصال أمانة لشقيقها مقابل سلف مبلغ 2000جنيه لكى نتمكن من شراء الزى المدرسى لأبنائنا.