هو فيلسوف وباحث اقتصادى اسكتلندى، يعد واحدًا من منظرى العلم الاقتصادى المعاصر، ويبقى كتابه الشهير "ثروة الأمم" واحدًا من أسس الليبرالية الاقتصادية المعاصرة. عمل سميث أستاذًا لمادة الفلسفة الأخلاقية بجامعة جلاسجو، وكرس عشر سنين من حياته فى التحضير لكتابه والذى سيكون مصدر إلهام لأكبر الاقتصاديين من بعده والذين سيعرفون فيما بعد بالكلاسيكيين حيث سيعملون على وضع أهم مبادئ الليبرالية الاقتصادية. ولد آدم سميث فى مثل هذا اليوم عام 1723باسكتلندا، وكان يتيم الأب إذ توفى والده الذى كان يعمل كمراقب جمركى قبل شهرين من ولادته. انتقل سميث فى سن الرابعة عشرة لمتابعة دراسته بجامعة جلاسكو، حيث تأثر كثيرًا بأستاذه فى الفلسفة الأخلاقية فرانسيس هاتشسون ليواصل دراسته فيما بعد بجامعة أكسفورد، والتى كانت وقتذاك جامعة رديئة المستوى التعليمى، لدرجة أن آدم سميث كان يختار بنفسه الكتب التى يريد قراءتها دون رقابة من الجامعة، لكنه اختار مواصلة مساره الجامعى بجامعة جلاسجو، ليصير وهو فى سن السابعة والعشرين أستاذًا فى علم المنطق، وفيما بعد أستاذًا فى الفلسفة الأخلاقية. رغم أن سميث لم يضف فى كتابه الشهير "ثروة الأمم" أفكارًا ونظريات اقتصادية جديدة، إلا أنه يبقى واحدًا من أهم المؤلفات فى الاقتصاد الحديث، لكونه أول كتاب جامع وملخص لأهم الأفكار الاقتصادية للفلاسفة والاقتصاديين الذين سبقوه، أمثال: جون لوك وديفيد هيوم. ويشتهر سميث بنظرية اقتصادية تحمل اسمه، تقوم هذه النظرية على اعتبار أن كل أمة أو شعب يملك القدرة على إنتاج سلعة أو مادة خام بتكلفة أقل بكثير من باقى الدول الأخرى، فإذا ما تبادلت الدول هذه السلع عم الرخاء بين الجميع، تقوم اتفاقية التجارة العالمية على كسر الحواجز أمام انتقال السلع لكى تعم العالم، لكن انتقال هذه السلع يتفاوت من حيث الإنتاج والاستهلاك بين دولة وأخرى، وبالتالى هناك دول مستفيدة اقتصاديًا أكثر بكثير من غيرها. وأوضح آدم سميث أن جميع الدول ملزمة بالتبادل الحر، وأكد أن الدولة يجب أن لا تتردد فى الشراء من الخارج كل سلعة يمكن أن ينتجها المنتج الأجنبى بتكلفة أقل من المنتج المحلى، فالدولة التى تبيع سلعًا بتكلفة أقل من الدول الأخرى تملك امتيازًا مطلقًا لهذه السلع، وبهذا فكل دولة يجب أن تختص فى إنتاج السلعة التى تمتلك فيها امتيازًا مطلقًا وتشترى السلع الأخرى. وبتحليله هذا فقد استثنى آدم سميث الدول التى لا تمتلك امتيازًا مطلقًا من التبادل التجارى العالمى وهذا ما جعل ديفيد ريكاردو يضع نظرية أكثر تفاؤلاً من آدم سميث، والتى أسماها نظرية الامتياز النسبى والتى لا تستثنى أى دولة من التبادل الحر.