رفض العديد من رموز الأقباط مغازلة الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان المسلمين خلال مؤتمره الصحفى أمس، بأن يكون لهم دور فى مؤسسة الرئاسة لافتين إلى أنها وعود انتخابية تزول بزوال الانتخاب، وطالبوا مرسى بأن يوقع على وثيقة تضمن وعوده وأن يعتمد على الأفعال وليس الأقوال. وقال كمال زاخر، المفكر القبطى، إن وعود مرسى لن تغير فى الأمر كثيرًا فالأمر ليس مرتبطًا بالوعود بقدر الخبرات المتكررة من تاريخ الإخوان لدى كل المصريين وليس الأقباط فقط. وأكد زاخر أن الأقباط ليس لهم مطالب أو مصالح خاصة، ولكن كل ما يريدونه العودة لمربع المواطنة وتفعيل المواطنة بالكامل وعدم التمييز بين المسلمين والأقباط, مضيفًا أنه إذا كان الأمر مرتبطًا بتطمين الأقباط فليكن جزءًا من الدستور وليست وعودًا جرداء، وإذا كان مرسى جادًا فى أقواله فليوقع على وثيقة بهذا المعنى تضمن المواطنة الكاملة حتى تتم إضافتها للدستور لتكون وثيقة سياسية قائمة على التنوع وليس التحيز لفئة. وبدوره قال رومانس جاد الرب، ناشط حقوقى، إن كلام محمد مرسى غير كافٍ ولن يحقق منه شيئًا، والأقباط يعانون من ثقافة ضدهم, مؤكدًا أن كلام مرسى كلام مرسل لا يمكن للأقباط أن يثقوا فيه، فإذا كان الإخوان نقضوا وعودهم للمسلمين أنفسهم سواء سلفيين أو ليبراليين فكيف سيصدقون مع الأقباط وهم ينظرون إليهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية؟ وأكد جاد من واقع احتكاكه بفئات مختلفة مع الأقباط وعلمه بما يجول فى ذهنهم، أن صوت الأقباط سيظهر قويًا فى الانتخابات الرئاسية موحدًا وليس مشتتًا مثل المرحلة الأولى وستكون أصوات الأقباط جميعها فى صالح أحمد شفيق، مشيرًا إلى أن كلا من محمد مرسى وأحمد شفيق مسلمان ولكن الأقباط اختاروا شفيق لأنه الأصلح لمصر ولأنه عاصر تجربة مبارك ويمكن إسقاطه من التحرير، أما الإخوان فسيصعب إسقاطهم وإن تم هذا فسيكون إسقاطهم بخسائر كبيرة. وأوضح جاد أن كثيرًا من المسلمين رفضوا التصويت للإخوان فكيف للأقباط أن يصوتوا لهم؟ وطالبهم بالعدول عن تلك الممارسات التى تنال من الدين الإسلامى قبل أن تنال منهم. وفى نفس السياق، قال عماد العريان، القيادى بحركة شباب ماسبيرو، إن تاريخ الإخوان المسلمين وممارساتهم لا تبشر بخير بالنسبة للأقباط، موضحًا أن الإخوان المسلمين قبل الانتخابات البرلمانية كانوا يتحدثون عن قوانين العبادة الموحدة والقوانين التى تمنع التمييز ضد الأقباط، وبعد انعقاد مجلس الشعب حدث تجاهل تام لمثل هذه القوانين والأقباط لا يأخذون بالكلام ولكن بالأفعال. وأكد العريان أن من حق أى مرشح رئاسى أن يعد أى فصيل بالمجتمع بمناصب لاستقطاب أصواتهم، ولكن قبلها عليه أن يطمئنهم على ميزانية الدولة وحقوق المواطنة والقوانين الخاصة بالأقباط، مشيرًا إلى أن أى مرشح رئاسى يغازل الشعب من أجل أن يختاره يجب أن تتحدث أفعاله عنه قبل أقواله.