يواجه الإعلام اختبارا عصيبا فى سياق الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية المصرية ، فيما تنحاز كتلته الغالبة لإرادة الشعب مدافعة عن الديمقراطية ومنتقدة ظاهرة التطاول من بعض الأصوات فى الداخل أو الخارج على الاختيارات الحرة للناخبين ملتزمة مهنيا فى الوقت ذاته بمسافة واحدة من المرشحين. وفى سياق الدفاع عن الخيار الديمقراطى الحر للناخبين بما يعبر عن إرادة شعب مصر.. انتقد الكاتب الصحفى المرموق سلامة أحمد سلامة أى تصرفات أو مقترحات من شأنها هدم العملية الانتخابية من أساسها والإطاحة بمصداقية صندوق الانتخابات. وكان (أدمن) صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على شبكة التواصل الاجتماعى قد أكد على أنه "لا عودة للوراء وأن ما مضى دفع ثمنه الجميع" .. مضيفا "نحن نريد دولة قوية راسخة الأركان رئيسها هو شعبها تنطلق نحو المستقبل وآفاقه ببرامج علمية مدروسة لها مدة زمنية محددة". وذكر "نحن لسنا بصدد مناقشة أى من المرشحين أصلح" ..وشدد على أن "القوات المسلحة تقف تماما على مسافة واحدة من الجميع". وقال سلامة "إن المشهد الراهن رغم ما يثيره من قلق الكثيرين يعتبر مشهدا ديمقراطيا بامتياز فمن الطبيعى أن يفوز مرشح وينهزم الآخر" .. مشيرا إلى ضرورة أن يكف الخاسرون عن "الولولة والعويل ويعدون عدتهم لمواجهة تبعات الديمقراطية بغنائمها وخسائرها فى انتخابات قادمة وحين يحدث ذلك سيكون بشارة للمستقبل". وفيما تفرض هذه الانتخابات تحديات حتى على مستوى ما بات يعرف بوسائل الإعلام الجديد ووسائل الإعلام التقليدية، سيكون من قبيل التزيد التهوين من خطورة الاختبار العصيب وغير المسبوق للاعلام فى انتخابات رئاسية بالمعنى الديمقراطى الحق لأول مرة فى تاريخ مصر وفى لحظات تبدو حبلى بالتوقعات المحمومة والجدل المحتدم. غير أن ذلك لا يعنى أبدا ما تسعى له أصوات كارهة لمصر والمصريين من رغبة فى الترويج بالباطل بأن الديمقراطية فى مصر تحولت إلى معضلة لا حل لها وسط أمانى مريضة تتحدث عن الخوف والقلق من المستقبل واحتمالات العنف وكأنها تتعامى بالعمد والحقد عن الحقيقة البسيطة والساطعة وهى أن الناخب المصرى هو وحده الذى اختار وسيختار رئيسه بملء حريته عبر صندوق الانتخابات النزيهة وبكل الشفافية والعدالة. فلا الخوف عنوان الجولة الانتخابية الرئاسية الحاسمة ، ولا القلق من المستقبل هو القاسم المشترك لدى الغالبية العظمى من الناخبين كما يروج بعض من لا يريدون لمصر والمصريين استقرارا ولا ازدهارا وإنما هى الديمقراطية وأن تغافل البعض عن أبسط معانيها وأعظم تجلياتها عندما تكون إرادة الشعب وحدها هى صاحبة القرار عبر صندوق الانتخابات الحرة تماما كما قالت كلمتها بكل الحرية فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية. ومن المقرر أن تجرى الجولة الحاسمة لانتخابات الرئاسة المصرية يومى السادس عشر والسابع عشر من شهر يونيو المقبل بين الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة والمرشح المستقل أحمد شفيق باعتبار أنهما حصلا على أعلى الأصوات فى الجولة الأولى من هذه الانتخابات.