روت أسرة الشاب "سيف"، قتيل السلام، الذي لقي مصرعه على يد نقيب شرطة يدعى محمد فؤاد، معاون مباحث قسم شرطة ثان السلام، قبل أيام قليلة، تفاصيل جديدة ومثيرة في واقعة مقتل نجلهم. يقول مسعد جمعة، والد الضحية: "قالولي إن سيف عمل حادثة ورجله اتكسرت، جريت لقيت ناس كتير أوي وأول مرة أشوفهم، وشوفت ضباط ورتب كتيرة عند مستشفى السلام، وعرفت إن ابني اتضرب بالنار". وتابع مسعد ل"المصريون" أثناء تواجده في منزل الضحية لمعرفة تفاصيل الحادث: "أنا مشفتش حاجة كل اللي واقفين وقت الحادثة أقسموا لى بكدة، وقالولى إن في ضابط اسمه محمد فؤاد ضرب سيف ابنى ومات". وأضاف الأب وهو في حالة شديدة من البكاء حزنًا على فراق نجله الوحيد: "سيف ده ابنى الوحيد عارفين يعنى إيه يتخطف منكم ابنكم الوحيد سيف ربنا رزقنى به بعد 30 سنة جواز، وربيته 18 سنة وفى الآخر مشفتش غير دمه هو اللى فضل وسيف راح". يشير والد الضحية في حديثه إلى أن نجله متفوق دراسياً وكان سيدخل الثانوية العامة، إلا أنه فضل الالتحاق بالثانوي الصناعي لرغبته فى دراسة علم صناعة السيارات، وبالفعل حصل على شهادات تقدير من مدرسته وكذا حصل على دورات بشركة mcv، التابعة لشركة مرسيدس، مؤكداً وجود فرصة عمل له فى إحدى الدول الأجنبية بعد نبوغه فى مجال ميكانيا وفن صناعة السيارات، إلا أن "سيف" رفض السفر لخارج البلاد وفضّل أن يبدأ حياته العملية فى بلاده عقب تخرجه بعد أيام قليلة. ويستدرك الأب: "لو قالولى فى يوم إن ابنك شفناه بيشرب سيجارة مثلاً، كانت نارى هتبقى أهدى من كده عارفين يعنى إيه شاب لا بيشرب سجاير ولا يعرف أصدقاء سوء، ولا بيعرف يعنى إيه وقفة النواصي، يتخطف منك فى لمح البصر.. كل ده ليه عشان ظابط مش عارف يقبض على متهم ويسيطر عليه فى دايرته، ويؤكد الأب أن نجله "سيف" كان يشاهد مباراة الأهلي وخلال ذلك اشتبه الضابط محمد فؤاد فى أحد الشباب ويدعى محمود أحمد، وشهرته «مقروصة»، على حسب قول شهود عيان، وطلب من أمناء الشرطة اقتياده لسيارة الشرطة، حتى تجمعت أسرة محمود ورفضت استقلال ابنهم سيارة الشرطة دون وجه حق، ليستكمل الأب: "تجمعت أسرة الشاب وأخرج الضابط سلاحه وخرجت منه 4 رصاصات إحداها فى الهواء والثانية فى صدر سيف ابنى، والثالثة فى جبهة نادر صديقه، مصاب حالياً وأجرى عملية جراحية، وحالته حرجة غير مستقرة. ويتابع في حزن وآلم: "ذنبنا إيه إن ضابط مش عارف يسيطر على موقف قدامه، يطلع سلاحه ويموت بيه ابني ليه؟". "مش هقدر أقول غير حسبى الله ونعم الوكيل بعد ما سيف مات سمعت أخبار إنه تاجر مخدرات.. أصحابه قدامك أهم اسأليهم سيف كان بيشرب حتى السيجارة؟"، كلمات أكدها والد القتيل. والتقيت "المصريون" بعد ذلك بوالدة الضحية التي بدأت حديثها المتقطع بصعوبة بالغة قائلة: "سيف قالي هروح أشترى هدوم العيد يا ماما وبعدين هتفرج على ماتش الأهلي مع صحابي راح واشترى فعلاً هدوم جديدة وهو اللى مشى وقرر أنى أزفه ل"الترب" مش لفرحه"، تشير إلى أنه كان من المقرر الاحتفال بحفل خطبته رابع أيام عيد الفطر المقبل، بعد ظهور نتيجته، حيث إنه فى الصف الثالث الثانوي الصناعي، بمدارس مبارك كول، والمتخصصة فى تعليم أقسام السيارات، وتنظم دورات للطلاب بشركة مرسيدس الألمانية. تصمت الأم لفترة قصيرة وتتذكر كلمات سيف، ثم تعاود حديثها باكية: "يرضى مين ده يا ناس أتحرم من ابنى ضنايا، اللى بتمناه أنا وأبوه من ربنا والدنيا كلها.. يرضى مين ياخدوا منى ابنى وفى الآخر يحبسوا الضابط 15 يوم.. ياخدوا منى 18 سنة تربية وتعب وشقى مقابل 15 يوم حبس بس لدرجادي الموطن الفقير دمه رخيص". وطالبت أسرة الضحية بالانتهاء من التحقيقات وإحالة الضابط المتهم إلى محكمة الجنايات.