افتتحت مكتبة الإسكندرية بمقر جمعية المهندسين المصرية معرض "كنوز جمعية المهندسين المصرية"، وذلك تدشيناً لمشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق الجمعية ويستمر المعرض لمدة أسبوع حتى 22 مايو. يحتوي المعرض على مجموعة نادرة وفريدة من الكتب والصور واللوحات والأطالس التي تحتفظ بها الجمعية في مكتبتها.. افتتح المعرض كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد الهادي حسني رئيس جمعية المهندسين المصرية، والدكتور نبيل الحسيني أمين صندوق جمعية المهندسين المصرية، والدكتور خالد عزب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، والدكتور حسب النبي عسل أمين عام جمعية المهندسين المصرية. حضر الافتتاح أيضًا كل من المهندس صلاح حجاب، والدكتور حسام إسماعيل، والدكتور علاء الحبشي، ومجموعة من أعضاء مجلس إدارة الجمعية وكبار المهندسين المصريين. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين أن المعرض الذي يضم كنوز جمعية المهندسين المصرية يأتي تدشينًا لمشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق الجمعيه، وذلك انطلاقًا من الدور الذي تقوم به المكتبة لإعادة إحياء التراث القومي وإتاحة الفرصة للملايين للإطلاع عليه، ومن أهمية الهندسة والدور الحيوي الذي يلعبه المهندسين والمعماريين في المجتمعات. وقال أيمن منصور؛ نائب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، إن الإدارة بدأت بالفعل في الحصر الأولي لمقتنيات الجمعية التي تتضمن نسخة كاملة من كتاب وصف مصر ووثائق نادرة عن تاريخ الجمعية ومجموعة كتب فرنسية وإنجليزية تعد من نوادر المطبوعات في مصر، فضلاً عن رسومات هندسية نادرة لمشروعات نفذت في مصر في القرن العشرين. ويضم المعرض عدد كبير من كنوز الجمعية؛ ومنها: الإصدارات الأولى للجمعية منذ عام 1920، والمكتبات المُهداه، وصور المشروعات القومية، والكتب النادرة، وكتب في العمارة والفنون. ويتضمن المعرض من ضمن المكتبات المُهداه مكتبة أحمد زهني باشا؛ ناظر مدرسة المهندسخانة، ومن أهم أعماله: علم الميكانيكا، وعلم الجيوديزيه، وعلم الأيدروليكا، بالإضافة إلى مكتبة عثمان محرم باشا؛ ناظر الأشغال العمومية، ومكتبة إسماعيل سري باشا؛ وزير الأشغال والحربية، ومكتبة حسين سري باشا؛ رئيس مجلس الوزراء وأحد مؤسسي الجمعية، وقد أهدى مكتبته الخاصة لجمعية المهندسين المصرية. تحتوي الجمعية أيضًا على العديد من كتالوجات الصور الخاصة بالمشروعات القومية بمصر؛ مثل قناطر محمد علي وقناطر إدفينا وسد أسوان وقناطر نجع حمادي ومشروع خزان وادي الريان وقناطر إسنا وقناطر أسيوط ومطار الإسكندرية ونفق كوم امبو وشرخ هويس دمياط، وبعض المشروعات القومية الأخرى. وتتضمن الجمعية مجموعة من الكتب النادرة؛ منها كتاب "وصف مصر"، و هو عبارة عن 11 مجلد لوحات كبيرة الحجم و27 مجلد وصفي صغير الحجم يعرض لمختلف جوانب الحياة المصرية، وهو نتاج الحملة الفرنسية على مصر. تضم كنوز الجمعية المعروضة أيضًا كتاب "في تفصيل الأقاليم" لبطليموس، وهو يحتوي على خرائط لأرض المعمورة المعروفة في ذاك التوقيت. وقد ذكر المؤلف بأن ولايات المعمورة بلغت 92 ولاية،. كما أن هذا الكتاب يحتوي على أسماء جميع البلاد وما تحويه كل بلد من أماكن. ويظل هذا الكتاب مرجع مهم لإعادة معرفة الأماكن الواردة في الوثائق التاريخية التي لم يستدل عليها . وتقتني الجمعية مجموعة كبيرة من الكتب الخاصة بالفنون والعمارة والآثار بلغات مختلفة، ومن أبرز كتب تلك المجموعة: كتاب "تاريخ الأمة المصرية" لجابريل هانوتو، وكتاب "العمارة الإسلامية" لكاميرون كريزويل، وكتالوج "روائع نادرة من التحف العربية والإسلامية"، وكتاب "الفنون العربية" لبورجوان جولز، وكتاب "جامع السلطان حسن". ويعد كتاب تاريخ الأمة المصرية مجموعة تتكون من 6 مجلدات هي: تاريخ مصر العثمانية، وتاريخ مصرو السودان منذ عام 1800م حتى 1882، وتاريخ مصر البطلمية، وتاريخ مصر الفرعونية، وجغرافية مصر، ومصر العربية. ويحتوي كتالوج "روائع نادرة من التحف العربية والإسلامية" على صور نادرة للبلاط، والمنحوتات الخشبية واللوحات على الجدران والسقوف، والستائر المنسوجة، والسجاد، والفن الزخرفي الإسلامي على جدران قصر الحمراء في غرناطة وبعض المساجد في القاهرة ودمشق. وتحتوي الجمعية على مكتبات بلغات متعددة، فهناك مكتبة باللغة الألمانية، ومكتبة باللغة الروسية، بالإضافة إلى مكتبات ضخمة باللغتين الفرنسية والإنجليزية. وتُعد هذه المجموعات من أهم محتويات مكتبة الجمعية. وتضم مكتبة الجمعية مقتنيات أخرى في مختلف المجالات وبلغات أجنبية متعددة، و بأزمنة مختلفة، ومن بين تلك المقتنيات: أطالس، ورسائل علمية، وموجز دائرة المعارف الإسلامية، والموسوعة البريطانية، ومطبوعات خاصة بالمؤتمرات الهندسية، وكتب في الجغرافيا والتاريخ والعمارة والفنون، وخرائط، وكتب في تخطيط المدن، وتقارير سنوية عن وزارة الأشغال العمومية. يذكر أن جمعية المهندسين المصرية أسست في يوم 3 ديسمبر 1920، وهو اليوم الذي انعقدت فيه أولى جلسات مجلس إدارة الجمعية. وأوضح أن تاريخ الجمعية هو جزء أصيل من تاريخ مصر. ويعد الغرض الأسمى الذي أنشئت من أجله الجمعية هو العمل في الميدان العلمي والثقافي للهندسة عن طريق مباشرة الدراسات والبحوث الهندسية والعلمية والتطبيقية، وتشجيعها ونشرها بما يحقق التقدم العلمي الهندسي في مختلف التخصصات، وتنظيم الندوات في مختلف الفنون الهندسية، ومباشرة النشر العلمي وإصدار ما يتطلبه ذلك من مجلات وإصدارات أخرى. تعمل الجمعية أيضًا على تشجيع التأليف والأبحاث، ونشر المحاضرات والرسائل في مختلف فروع الهندسة، وعقد المؤتمرات الهندسية في مصر، والاشتراك فيما يعقد منها بالخارج، والاتصال بالجمعيات والهيئات الهندسية الأجنبية بغرض التعاون العلمي وتبادل البحوث، وإنشاء مكتبة تحوي الكتب والمجلات الهندسية الهامة. ويحرص مجلس إدارة الجمعية على أن يخصص جانباً هامًا من اجتماعاته لمناقشة المشروعات الهندسية الوطنية، كما أن الجمعية تفتح أبوابها للخبراء المصريين وللأساتذة الأجانب كي يدلوا بآرائهم ويعرضوا ما لديهم من وجهات نظر في مختلف الأنشطة الهندسية والصناعية. جدير بالذكر أن الجمعية تؤدي رسالتها الثقافية متعاونة مع جمعياتها التخصصية في مختلف فروع الهندسة؛ وفي مقدمتها جمعية المهندسين المدنيين، وجمعية مهندسي الري، وجمعية المهندسين الميكانيكيين، وجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وجمعية المهندسين المعماريين، وجمعية التخطيط، وجمعية الهندسة الإدارية، وجمعية المهندسين الكيميائيين، وجمعية مهندسي المناجم والبترول. وتقوم هذه الكوكبة من الجمعيات الهندسية التخصصية بتأدية رسالتها على الوجه الأكمل بالتنسيق مع الجمعية الأم، وبما يحقق الأغراض المرجوة والأهداف المنشودة. وفي هذا الإطار، عقدت الجمعية الأم والجمعيات التخصصية في عام 1994 حوالي 30 حلقة دراسية. ونظمت الجمعية 19 ندوة علمية و8 لقاءات لمناقشة القضايا القومية، ومؤتمراً دوليًا؛ وهو المؤتمر الدولي الخامس للخرسانة المسلحة في الدول النامية. وتصدر أيضًا مجلة جمعية المهندسين المصرية، ومجلة جمعية المهندسين الميكانيكيين، ونشرة جمعية المهندسين المدنيين، ونشرة جمعية المهندسين الكيميائيين. ويعد من أهم ثمار هذه الأنشطة خلق جيل من المهندسين المصريين الذين يعتبروا بكل المقاييس أنداداً لزملائهم المهندسين في الدول المتقدمة، بل ويتفوقون عليهم في بعض المجالات، لأنهم يعملون أحيانا في ظروف قاسية وبالغة الصعوبة مما يضيف إلى خبراتهم الهندسية صلابة العود والإصرار على مجابهة كافة المشكلات والتحديات والإيمان بتحقق الهدف مع العزيمة والإصرار.