هذا ليس مقالاً دينياً وانما هي مفاتيح مبعثرة فجربها في أبواب العلم أو وفر وقتك واسأل العلماء ولو فُتح عليك باب منها فاخلص واسلك وادرج وادعُ وما احوجنا لدعائك .. من قديم الازل حيث كان الناس أمة واحدة ( على الكفر ) فبعث الله النبيين رحمة وشفقة على الناس فمنهم من آمن ومنهم من كفر .. والكفر هو تغطية الحق وجحوده بعد اقامة البَيّنة .. و البَيّنة هو الرسول الذي يتلو الصحف المطهرة .. ولكن لماذا يكفر الناس بدعوى التوحيد التي جاء بها انبياء الله وسناخذ قريشاً كمثال : اولاً : التقديس لافعال الآباء والاجداد وما جاء عنهم وهي مشكلة أي جديد حيث يألف الناس القديم ويعتادوه ويدافعوا عنه وخاصة الملأ ( كبار القوم أو الحاشية ) فتجد الملأ في كل القرآن مقترنة بالدفاع عن الموروث . ثانياً : النفعية والانتهازية وهم طائفة لا يعنيهم حق ولا باطل كل ما يعنيهم هو تضخيم مكاسبهم لذلك هم مرتبطون بالنظام بكل اشكاله وهم اكبر المجادلين عن الباطل باللسان فقط ولكن اذا ظهر لهم مؤشرسقوط الباطل انتقلوا بمنتهى الاريحية للجانب المنتصر ومثلهم طائفة المؤلفة قلوبهم حيث تعامل القرآن مع واقع الحياة فهُم حقيقة في كل زمان . ثالثاً : القبلية وربما اكثر من يتفهم هذا هم ابناء الوجة القبلي او ابناء الاطراف من سيناء او مطروح حيث تسود احكام القبيلة في الزواج من حيث التكافؤ ( طبقا لمعاييرهم ) وفي الحرب (أو الثأر) والتفاخر وهو ارث العرب حتى الآن .. ولك أن تتخيل هذا الوضع من آلاف السنين حتى إن المشركين ( الكفار بعد قيام الحجة عليهم ) اشترطوا نزول القرآن على احد الرجلين العظام ( طبقاً لمعاييرهم القبلية ) من مكة أو الطائف فهم معترضون على يتيم بني هاشم – محمد عليه الصلاه والسلام – رابعاً : احكام القرآن وتقييدها لحريتهم الشخصية وشهواتهم وهذا واقع أي تشريع فما بالك بقانون سماوي يأمر بالعدل في مجتمع طبقي ويأمر بالاحسان في مجتمع يقوم على التفاخر وينهى عن الفحشاء وهي أخت الجاهلية وينهى عن المنكر وهو أصل نواديهم فضلاً عن قيود الزواج والطلاق وكافة الاحكام التي اصطلحوا عليها . خامساً : موارد جني المال من بيع ما سموه الآلهة – تعالى الله – ومصادر الدخل من قوانينهم التي سنوها في تقديم القرابين والانصاب ومواسم الحجيج والاسواق الرائجة فضلاً عن نعمة الأمن التي ظنوا انهم سيتخطفون من الارض لو خالفوا جاهليتهم المشئومة أو الذهاب بطريقتهم المثلى !.. سادساً : الكبر وهو آفة كل مجادل بغيرحق ولذلك تراه دوماً يعبر الازمان بنفس الآفة من قابيل حتى فرعون وابي جهل حتى زوال الدنيا .. ولو وقفت على مصارع الطغاه عبر التاريخ لوجدتهم نسخ مشوهه من الكبر الزائف كفقاقيع فارغة تتقاذفها أمواج الزمن . سابعاً : طائفة من المشركين لم تقبل عقولهم ولا قلوبهم ما جاء به النبي – عليه وآله الصلاة والسلام – فمنهم من آمن بعد زمن ومنهم من لم يؤمن فساحوا في الارض أو انصهروا في بوتقة ديانات أخرى . لكن لماذا نرى معاملة الاسلام لكفار مكة من تكسير الاصنام ومنعهم من دخول الحرم برغم تسامح الاسلام مع مخالفيه ؟ أظن – والله أعلم - أنها إما أن تكون معاملة بالمثل فلم يقبل المشركون حتى بوجود الاسلام كدين أوالسماح لهم بممارسة شعائرهم أو حتى بالهروب بدينهم للمدينة فطاردوهم وحزبوا عليهم الاحزاب وحتى بعد صلح الحديبية ما لبثوا أن خرقوه ليقضي الله أمراً كان مفعولاً فقد تحرك الحُكم من الدعوة بالحسنى ثم الهجرة إلى رد الاعتداء ثم انتهى إلى فتح مكة ومنعهم من دخول الحرم بسبب أفعال المشركين وحرصهم على ابادة المسلمين فتحرك الحُكم في كل مرة بتغير موقف المشركين . أو أن يكون هذا من رحمة الله ليرى مشركو مكة بأعينهم تكسير الاصنام وهو أكبر الأدلة على بطلان زعمهم ( حجة دامغة ) حيث ثبت بالدليل العقلي والمادي الملموس لكل صاحب عقل أو بصر كذب ادعائهم وكذبهم على أنفسهم بدعواهم أن الاصنام تنفع أو تشفع أو تضر وهو – ما أراه – أكبر انتصار للبشرية وهواطلاق العقل البشري من وثنية موروثة تغل العقل تماماً وتحارب كل من ينكرها إلى حرية اعتقاد مكفولة يتمتع بها أصحاب العقائد المختلفة . الملخص : الكفر هو التغطية على الحق وانكاره بعد قيام الحُجة وله أسبابه المختلفة وهو واقع بارادة الله وهو محل اختبار الله للناس وهو الذي سيحاسبهم وكلنا سيأتي الله فرداً لا لنكلمه عن عقائد الناس ولكن ليبتلي سرائرنا وما انطوت عليه قلوبنا ما لم نكن سبباً في صد الناس عن الحق أو تلبيسه فنكفر ببعض الكتاب لنفس الاسباب التي كفر بها المشركون بالكتاب كله . [email protected]