أمام الحق ينقسم الناس ويتباين البشر ...!! فللدين أعداء ، وعلي الحق سفهاء ، ومع الباطل عملاء ...!! سفهاء اليوم وكل يوم ، نفس الجدال ، ونفس الهزأ ، ونفس السخرية ، ونفس التشكيك ، غير ان سفهاء اليوم أكثر إجراما ، واعظم تسلطا واستكبارا ..!! لما تحولت القبلة تحركت القلوب المريضة ، وانطلقت الالسنة المتسلطة ،وانتشرت الاشاعات الهدامة ، وما اكثر الالسنة المتسلطةوالمتطاولة في كل زمان وفي كل مكان . قال اليهود : " ..مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا.." البقرة ، قالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبيا لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء . قال المشركون: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع إليها إلا أنه الحق . قال المنافقون : : ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقا فقد تركها وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل. وكثرت اقوال السفهاء من كل هؤلاء " سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " البقرة ، وكل من يتعرض للاسلام ، او لكتابه او لرسوله او لاهله بالسوء ،سواء من قريب اومن بعيد ، فهو سفيه بنص القران الكريم. الله يكذب الادعاءات التي حاكها السفهاء ، ويفند هذه الاشاعات اطلقها المرضي البلهاء في مطلع الجزء الثاني " سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* سفهاء من الناس ، السفيه لا قيمة له لانه قد يضيع ماله وقد يضيع نفسه، لذلك " وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً " النساء من الذي سماهم سفهاء انه الله خالقهم ورازقهم ،وهو الاعلم بهم ،وسيقول للاستمرارية ..نتصالح او نتخاصم ، نوالي او نعادي ،نقاطع او لا نقاطع ، نطبع او لا نطبع ، هم سيقولون الي يوم الدين ، وهم اعداء الاسلام الي يوم الدين ، وهم سفهاء الي يوم الدين ". مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا" البقرة رد قاطع لا مراء فيه وبيان ساطع لا لبس معه ولا جدال فيه " قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ" البقرة له كل الامكنة ، وله كل الاتجاهات ، هو الذي يقرر ، وهو الذي يوجه ، وهو الذي يهدي ، والخير في طاعته ،والفلاح في هدايته " يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " البقرة ، المؤمن يعلم ان الملك كله لله .. يعلم ان المال يفني والملك لا يبقي ، السلطان يزول ، والعز لا يدوم ، "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام " ا لرحمن . لذلك يؤمن و يلبي ويطيع ويرضي::"امَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ " آل عمران .. انهم يلبون نداء الله " رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا.." ال عمران ... انهم يرضون بحكم الله "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " النور "ولِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " البقرة ، الشرق لله والغرب لله ، و الجهات كلها لله و لامر بيد الله ، ونحن نتعبد في الجهة التي ارادها الله ، وعندما يوفق الله عبدا فانما يهديه الي الطاعة ،و يرشده الي العبادة ، يهديه الي الامتثال لامره ، لكن الذين عاندوا واعرضوا، رفضوا هذه الاوامر ظلما بغير حق ، وسفها بغير علم " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ " النمل. اما المؤمن اذا امر ان يتجه الي الشرق يشرق ، او الي الغرب يغرب ، لان امر الله فيه الهداية والكفاية ،فيه النجاح والفلاح . إنها إضاءات حدثت في شهر شعبان ، إضاءات تبين المصلح من المفسد ، والصادق من الكاذب ، والشاكر من الجاحد ، والمرافق من المنافق ، إضاءات قبل شهر الرحمات ... اللهم بلغنا رمضان ومتعنا بالقرآن وشرفنا بالانتساب لعباد الرحمن وشفع فينا الصيام والقيام ...