قلل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جوشوا والكر, من أهمية "قانون قيصر" في إحداث تغيير في مجريات الصراع بسوريا, أو ردع نظام بشار الأسد. وأضاف والكر في تصريحات ل"الجزيرة", أن لهذا القانون, الذي أقره مجلس النواب الأمريكي, قيمة رمزية, أكثر من كونه وسيلة ردع أو عقاب. وتابع " مجلس النواب يقر القانون، لكن الرئيس يدرس الأمر ويفسره بالطريقة التي يريدها"، مؤكدا أن أي قانون لا يغير الوضع في سوريا. واستطرد " الكل يعلم بوجود مأساة في سوريا، وأمريكا أيضا غير راغبة في إنشاء مناطق آمنة من دون التعاون مع شركائها". وخلص والكر إلى القول :" إنه إذا ما اجتمعت الولاياتالمتحدة مع حلفائها العرب وقدموا شراكة حقيقية, فإن هذا قد يشكل وسيلة ضغط على الأسد وحلفائه". وكان مجلس النواب الأمريكي أقر في 18 مايو "قانون قيصر" لحماية المدنيين في سوريا، والذي يفرض القانون عقوبات على داعمي النظام السوري ويدعو إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب بسوريا . وسيكون القانون ساريا في حال إقراره من مجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس الأمريكي عليه. ويطالب التشريع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات الأجنبية التي تقدم الدعم المادي والتقني للحكومة السورية بعد سريان التشريع وإجازته من قبل الرئيس. وحظي القانون بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو يحمل الاسم الحركي لمنشق عن النظام السوري كان سرب آلاف الصور للانتهاكات المرتكبة بحق المعتقلين في السجون السورية. وحسب مراقبين, من شأن قانون قيصر أن يمتحن الجدية التي بدا وكأن ترامب يتعامل بها مع النظام السوري وحلفائه فيما يتعلق بإيذاء المدنيين، بالنظر إلى الضربة العسكرية التي شنتها إدارته على قاعدة "الشعيرات" الجوية التابعة للنظام السوري في إبريل الماضي. وكان عسكري انشق عن جيش الأسد قبل نحو ثلاث سنوات أُطلق عليه اصطلاحا اسم "قيصر" نشر صورا مؤلمة لآلاف الجثث التي قضى أصحابها بسبب التعذيب بمختلف أنواعه في سجون النظام السوري. يذكر أن الولاياتالمتحدة كشفت قبل أيام عن أدلة ترجح أن النظام السوري أقام "محرقة" لجثث المعتقلين الذين تمت تصفيتهم بسجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق، مشيرة إلى احتمال إعدام خمسين معتقلا هناك يوميا. وعرض ستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشئون الشرق الأوسط على الصحفيين صورا التقطت عبر الأقمار الصناعية مطلع عام 2015 تظهر ما بدت كأنها ثلوج تذوب على سطح المنشأة، وهو ما قد يشير إلى الحرارة المنبعثة من داخلها. وقال إنه منذ عام 2013 عدل النظام السوري أحد أبنية سجن صيدنايا العسكري ليصبح قادرا على احتواء ما يعتقد أنها محرقة للجثث، معتبرا أن بناء محرقة هو محاولة للتغطية على حجم عمليات القتل الجماعي التي تُجرى في صيدنايا. وأعرب جونز عن اعتقاده بأنه يجري إعدام نحو خمسين شخصا كل يوم في صيدنايا، وأن جثثهم تحرق للتخلص من رفاتهم دون ترك أدلة، كما نقل عن تقرير لمنظمة العفو الدولية أن ما بين خمسة آلاف و11 ألف شخص قتلوا بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا وحده.