اختلفت رؤية مرشحى الرئاسة لإسرائيل فى ظل وجود مرشحين من تيارات سياسية مختلفة، فمنهم من رآها كيانًا يتم التعامل معه على أساس فأصحاب التيارات الثورية وصفوها بالكيان الصهيونى العنصرى الذى يشكل تهديدًا لأمن مصر, كما أن إسرائيل تترقب صعود الرئيس القادم بشىء كبير من التخوف فى ظل نبرات العداء لها. أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، أن عمرو موسى من المرشحين الذين لا يلجأون لسياسة الصدام مع إسرائيل بينما يقوم مرشحو الثورة مثل حمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وخالد على وأبو العز الحريرى باتباع إستراتيجية العداء مع إسرائيل حيث يتحدثون عنها بأنها العدو الصهيونى ويريدون تغييرًا فى السياسة الخارجية للتعامل مع إسرائيل ويرون ضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد. وانتقد الدكتور حسن أبو طالب، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" برامج مرشحى الرئاسة حيث وصفها بالسطحية والتهميش خاصة فى ملف السياسة الخارجية وعلاقة مصر مع العالم العربى أو الدول الإفريقية أو حتى إسرائيل مشيراً إلى أن ملف السياسة الخارجية تم إهماله بشكل كبير، وقال لم يتم التطرق عن العلاقة مع إسرائيل إلا من خلال بعض التصريحات الصحفية للمرشحين، مشيراً إلى أن المرشحين تغيرت رؤيتهم لمعاهدة كامب ديفيد فحمدين صباحى قد صرح أنه سيطرح المعاهدة للاستفتاء الشعبى وبعد فترة تغيرت رؤيته، حيث قال إن المعاهدة ليست مقدسة ويمكن تغييرها ثم أكد أن الكيان الصهيونى عنصرى ولابد من تغيير المعاهدة بما يضمن سلام مصر وأمنها، كما اعتبر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أن الكيان عدو له ولمصر، واصفاً إياه بالكيان العنصرى الذى حاصر وجوّع وقتل الشعب الفلسطينى الشقيق، كما أنه يمتلك 200 رأس نووى مما يُشكّلّ تهديداً صريحاً لمصر وأمنها القومى، فيما اختلف موقف عمرو موسى من المعاهدة، حيث أكد أنه لا يجب المساس بها فيما تراجع، وأكد بأن اتفاقية كامب ديفيد عفا عليها الزمان وهو ما اعتبرته إسرائيل معاداة لها. وأضاف أن مرشح جماعة الإخوان المسلمين يؤكد فقط على احترام المعاهدات الدولية بشكل عام مشيراً إلى أن معظم المرشحين يتناولون معظم نقاط برامجهم بحالة من التلون، فالجميع يراهن على أن الناس ستنسى كل ما قيل فى برامجهم الانتخابية والمهم لديهم الآن استقطاب بعض شرائح الناخبين وتركيز على مواجهة الفقر والعدالة الاجتماعية. وأكد أبو طالب أن جميع المرشحين ليس لديهم تصور كامل للعلاقة مع إسرائيل مشيراً إلى أن رؤيتهم للمعاهدة غير متعمقة وأكد أن كل البرامج الانتخابية للمرشحين قائمة على شعارات ووعود دون آلية لتنفيذ مثل هذه الوعود. فيما رأى السفير محمود شكرى المحلل السياسى أن معظم المرشحين يتفقون فى اتباع منهج القبول بالسلام مع اسرئيل بشرط تعديل اتفاقية السلام وأشار إلى أن دعوات أى مرشح بإلغاء المعاهدة يعنى حربا مع إسرائيل ولكن الوضع بمصر لا يسمح بخوض أى حرب، وأكد أن هذه الدعوات راديكالية لا تمس الواقع بشىء لأن الواقع يقول إن مصر فى سلام مع إسرائيل منذ 30 عامًا، ولكن المطلوب الآن هو تعديل الاتفاقية بما يعطى مصر أمنها وحقوقها الكاملة، مشيرا إلى أهمية أن يراعى مرشحو الرئاسة المصلحة المصرية، حيث إن إسرائيل تشكل خطرا حقيقيا على أمن الحدود الشرقية لمصر.