تعرضت 99 بلدًا في مختلف دول العالم، إلي هجمة شرسة من قراصنة لم يتم الاستدلال عليهم أو معرفتهم حتي الآن والذي عرف دوليًا ب" فيروس الفدية المدمر"، وذلك وفقًا لما نشرته أجهزة أمن المعلومات الدولية، التي أكدت وقوع هجمات إلكترونية متزامنة خطيرة، إذ أدّت تلك الهجمات إلى تعطيل معظم المستشفيات في بعض الدول كما أصابت دولاً عظمى في مؤسساتتها الحيوية، مثل الصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفيتنام وتايوان، ودولًا أخرى، إلا أنه لم يتّضح إذا كانت هذه الهجمات مرتبطة بعضها ببعض. وأكد الخبراء وفقًا لما نشره عدد من الصحف الدولية والعالمية، رصد أكثر من 75 ألف هجوم متزامن في 99 دولة حول العالم، واخترقت أكثر من 55 ألف جهاز، بواسطة برنامج معلوماتي خبيث بهدف الحصول على فديات مالية، مناشدةً ضحايا هذه الهجمات عدم دفع أموال للقراصنة، موصين بتحديث برامج أمن المعلومات وبرامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية. أما في مصر، فقد أعلن الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، أنه تم رصد مشاهدة واحدة فقط لمحاولة اختراق وتم وقفها ولم تكتمل، وهو ما تم الإبلاغ به حتى الآن. وسرعان ما نشرت صفحة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بيانًا توضيحيًا عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تنصح فيه المؤسسات والأشخاص باتباع الحذر عند فتح ملفات مرسلة بالبريد الإلكتروني، مع عدم فتح ملفات مرسلة من مصادر غير معروفة أو غير موثوق بها، وكذلك ضرورة حفظ اكثر من نسخة backup من البيانات والملفات المهمة علي وسائط منفصلة بعيدًا عن الحواسب بصورة دورية، بالاضافة إلي ضرورة استخدام برمجيات اصلية محدثة patched/updated genuine software . وطالب المركز كل من يتعرض لمثل تلك الهجمات من "أفراد أو مؤسسات عامة أو خاصة" أن يتم التواصل مع المركز المصري للاستجابة للطوارئ المعلوماتية "سيرت" لتلقي المساعدة ووقف الهجوم. وفي هذا السياق قال أحمد العطيفي، خبير الاتصالات بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تأثرت فعليًا بهذا الهجوم الخطير الذي طال دول العالم، ولكن التأثير جاء ضعيفًا وغير ملحوظ؛ لأنه حدث خلال يومي "الجمعة الوسبت"، وهما عطلة رسمية في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة. وأضاف العطيفي، في تصريحات ل"المصريون"، أن مستوي الأمن في مصر بالتأكيد لن يكون أقوي من دول العالم الأخرى، التي تتمتع باستخدام أساليب حماية قوية، لذلك كانت الهجمة مقلقة جدًا للدولة المصرية ومؤسساتها الخاصة بتأمين وحماية المؤسسات التي تابعت بشكل كامل ما حدث خلال عملية الاختراق. وأوضح خبير الاتصالات، أن الهجوم الذي حدث يعد جديدًا من نوعه في الأسلوب، لذلك لم تستطع الدول التي تأثرت بشكل كبير كما حدث في دولتي بريطانيا وروسيا باختراق المعلومات الشخصية في المستشفيات، حيث إنه يبعث بملفات حينما يتم فتحها تعمل علي تشفير كافة البيانات الخاصة بالشخص أو المؤسسة، وعندما تحاول الدخول مرة أخرى الي هذه المعلومات يطالبك المخترق بدفع فدية بمبلغ 600 دولار تقريبًا ليتيح لك الاطلاع علي هذه المعلومات مرة أخرى. وأشار العطيفي، إلى أنه من الضروري أن تتطور المؤسسات الخاصة بمحافحة الاختراق والهاكرز، نفسها لكي تواكب ما يحدث في الحرب الإلكترونية التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، مؤكدًا أن أجهزة الدولة في مصر والمؤسسات الحيوية، لديها شركات أمن عالمية لمواجهة الفيروسات، وراقبت بشكل قوي ما حدث في ذلك الهجوم. وعن المؤسسات التي من الممكن أن تستهدفها عملية الاختراق الفدية الجديدة التي يقوم بها الهاكرز، قال العطيفي، إن المؤسسات التي تحمل عددًا كبيرًا من البيانات هي المستهدف الأول للقراصنة، وتتمثل في "المستشفيات، ومحطات القطار، وزارة الكهرباء، وشركات المحمول والاتصالات والبنوك". وفي سياق متصل قال حسام صالح، خبير تكنولوجيا الاتصالات، إن الأجهزة السيادية والحكومية في مصر غير متصلة بشبكة الإنترنت وتمتلك أحدث أنظمة البرمجيات لمواجهة الفيروسات، مشيرًا إلى أن مصر لديها حوائط أمنية قوية لحماية البنوك من الاختراقات الفيروسية والقرصنة. وأضاف "صالح"، أن الهجوم يعد جديدًا من نوعه، حيث إن هناك أنواعًا متعددة من أسالب الاختراق البدائية منها عن طريق إرسال رابط يقوم بوقف سيرفر المؤسسة، ويتم معالجته بشكل سريع، والثاني يقوم بالسيطرة علي الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة أو الشرطة ويسمح كافة المعلومات الموجودة علي "الهارد ديسك"، أما النوع الاخير والذي اجتاح العالم يعد نوعًا جديدًا في ظل الحروب الإلكترونية التي يعاني منها دول العالم، الذي يقوم بتشفير المعلومات والمطالبة بأموال لإتاحتها مرة أخرى. وطالب صالح، المؤسسات الخاصة بمكافحة الفيروسات وبالعمل علي تطوير أساليب العمل، والبرامج الخاصة بالحماية، وإيجاد حلول فنية فائقة لمواجهة هذه الهجمة الجديدة التي تجتاح العالم.