دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، خلال لقاء جمعه مع خليفة حفتر، قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، في القاهرة، إلى رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية، أن الطرفين بحثا مواصلة حوار الأطراف الليبية وسبل استقرار البلاد، في الوقت الذي أعرب فيه "حفتر" عن تقديره للدور المصري الهام في الأزمة الليبية. وقال البيان، إن الرئيس "السيسي"، شدد على "أهمية إعادة لحمة ووحدة المؤسسة العسكرية الليبية التي نشأت منذ 77 عاماً على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها" كما أكد على "أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش فضلاً عن ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، بخلاف التصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي"، بحسب البيان. ويفرض مجلس الأمن الدولي حظرا للسلاح على ليبيا منذ فبراير 2011 عندما اتخذ معمر القذافي إجراءات مشددة للتعامل مع ثورة شعبية أطاحت بحكمه. وأكد السيسي، خلال اللقاء على "موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار لليبيا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها". وأشار إلى أن "كل المساعي التى تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات (موقع في 17 ديسمبر 2015، بين أطراف النزاع الليبية في مدينة الصخيرات المغربية)، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها". من جانبه، أعرب حفتر الذي لم يتم الإعلان عن موعد وصوله القاهرة أو مغادرتها عن "تقديره للدور المصري الهام في الأزمة الليبية". وثمن جهود القاهرة "لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق"، وفق بيان الرئاسة. وأشاد حفتر، ب"حرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي". ويأتي لقاء السيسي وحفتر في القاهرة، وسط أنباء أوردتها قنوات محلية ليبية، تفيد بانضمام فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، للاجتماع المذكور، استكمالا لجلسات الوفاق التي انطلقت بين حفتر والسراج مؤخرا. وفي 3 مايو الجاري، اجتمع السراج مع حفتر، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد وساطة عربية ودولية جاءت بعد فشل العديد من الوساطة لجمع الرجلين معا لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد. ولاقى اجتماع حفتر والسراج، ترحيبا في الأوساط الليبية التي اعتبرت الاجتماع على طاولة واحدة بداية حل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ مدة، بينما تداول سياسيون أن هناك لقاءات متتابعة للرجلين ستكون في القاهرة. ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد معمر القذافي، عام 2011، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا ثلاث حكومات على الحكم والشرعية، اثنتان منها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهما الوفاق (المعترف بها دوليا)، والإنقاذ، إضافة إلى الحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء (شرق)، المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق، التابعة له قوات حفتر.