كشف الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، عن أن سبب اختصاص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المملكة العربية السعودية بالزيارة في مستهل جولته لدول الشرق الأوسط، وليس مصر كما فعل سلفه باراك أوباما، هو إيمان الأول أن السعودية أكثر أهمية بامتلاكها أكبر احتياطي نفط في العالم. وتابع الكاتب، في مدونة خاصة به في مركز أورشليم للسياسات العامة، أن اختيار "ترامب" لبدء زيارته للسعودية يحمل مغزى خاصًا، باعتبار أن الأخيرة من أكبر الدول السنية في المنطقة، وخصم لدود لإيران، مشيرًا إلى أن "ترامب" ذاهب إلى السعودية تحديدًا لإعادة بناء علاقات استراتيجية مع الدول السنية المعتدلة، خاصةً بعد قرار سلفه هجر تلك البلدان وتجاهلها. من جانبه، وصف "ترامب" زيارته للسعودية بالتاريخية، ليرد عليه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالمثل، مشيرًا إلى الفارق بين طريقة مقاربة "ترامب" للسعودية عن سلفه "أوباما" الذي فضل إيران، موقعًا معها اتفاقية سلاح نووي على الرغم من اعتراض إسرائيل والدول العربية. وأوضح المقال، أن اختيار "ترامب" لم يكن وليد اللحظة، فهو بحاجة إلى أن يرد على الادعاء الموجه له بأنه يكره المسلمين، وعنها اختار زيارة الدولة التي تحتوي أكثر الأماكن الإسلامية تقديسًا مثل مكة والمدينة، علاوةً على أن زيارة وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الأخيرة إلى أمريكا، وخلقه "كيميا" ممتازة مع ترامب، مهدت الطريق بسلاسة لهذه الزيارة. وأضاف "الجبير"، أن زيارة "ترامب" هي رسالة واضحة وقوية بأن واشنطن لا تمتلك نوايا خبيثة تجاه العرب أو المجتمع الإسلامي، مضيفًا أن دولته تخطط لدعوة 17 زعيمًا عربيًا للقاء "ترامب" خلال زيارته للسعودية، وأنه تم توجيه الدعوة بالفعل للمغرب والعراق، وبقية الدعوات في طريقها للمزيد من الزعماء العرب والمسلمين. وذكر المقال، أنه على رأس المناقشات بين الجانبين الأمريكي والسعودي سيكون الخطر الإيراني، إضافة إلى القضية السورية، وقضية اليمن والعراق، مشيرًا إلى أن "ترامب" يرى أن إيران هي الداعم الرئيسي للإرهاب ليس فقط في المنطقة وإنما في العالم بأكمله. في الوقت ذاته، سيحاول "ترامب" استغلال هذه الزيارة لإيجاد إطار معتدل للدول العربية التي تمنح رعايتها أيضا للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وتساعد في دفع "الصفقة" الكبيرة التي يريدها.