وصف الكاتب والمحلل البارز الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، العملية الانتخابية الحالية بأنها تجربة غير مسبوقة، وقال إنه لم يحدث في تاريخ مصر كله أن يتاح أمام المصريين اختيار رئيسهم في ظل انتخابات تعددية، لكنه رأى أن إدارة المرحلة الانتقالية أثرت على المناخ العام وعلى المرشحين أنفسهم . وأضاف، في حواره امس مع برنامج "عندما يأتي المساء" الذي يقدمه محمد صلاح وسحر عبد الرحمن على قناة التحرير، أن السؤال المهم هل المطروحون أفضل ما يمكن أن يفرزهم المجتمع المصري؟ ، مشيرا إلى أنه تم استبعاد مرشحين مثل الدكتور أحمد زويل وحازم أبو إسماعيل وخيرت الشاطر وأيمن نور بسبب الحصول على جنسية أخرى وقضايا سياسية أسقطتها الثورة، ومعتبرا أن هذه المعوقات غير مبررة وتعبر عن قوانين ظالمة. وتابع: أن هذا المناخ أدى إلى استبعاد الدكتور محمد البرادعي، ووجوده كان سيشعل المنافسة بل ربما كان هو الشخصية التي تحسم الانتخابات من الجولة الأولى في ظل الاستقطاب السياسي بين مرشحي النظام السابق والمعسكر الإسلامي، معتبرا أنه أخطأ بالانسحاب وأهدر فرصة كبيرة للنجاح، وأضاف: كل هذه العوامل تعبر عن أن قائمة المرشحين الحالية ليست مثالية أو معبرة عن أول انتخابات بعد الثورة . وأشار إلى أن الإسلاميين ممثلون بمرسي وأبو الفتوح والعوا، والتيار المرتبط بالنظام السابق وهو ممثل بعمرو موسى وأحمد شفيق ولكنه ليس موحدا، وفيما بينهم المعسكر الثوري الليبرالي وهم ممثلون بالبسطاويسي وصباحي وخالد علي وأبو العز الحريري. واعتبر أن ذلك يعبر عن تنوع، وبالتالي هذا يعطي للمعركة الانتخابية قدرا كبيرا من الزخم، وقال إن المخاوف من تزوير الانتخابات تأتي بسبب تحصين عملها من خلال المادة (28) بخلاف وجود شخصيات باللجنة العليا للانتخابات لا تبعث على الاطمئنان. وأوضح أن اللجنة العليا للانتخابات لجنة إدارية وليست قضائية وبالتالي لم يكن يجب أن تحصن قراراتها، فهي مثلا تصرفت باعتبارها جهة إدارية باستبعاد الفريق شفيق، وتعاملت بوصفها جهة قضائية عندما أعادته . ورأى أن أخطاء المرحلة الانتقالية بدأت بعدم كتابة الدستور أولا، وأعرب عن أمله في أن تعلن القوات المسلحة التأكيد على عقد الانتخابات الرئاسية في موعدها لكي تطمئن الناس، ونعبر هذه المرحلة. وقال إن المرحلة الانتقالية الحقيقية ستبدأ بعد انتخاب رئيس الجمهورية، واعتبر أن أحد المحاذير التي تعوق مصرعن التقدم للأمام أن ينجح مرشح جماعة الإخوان أو رئيس محسوب على النظام السابق، لأن الثورة تكون قد أجهضت، لكنه يجب احترام النتائج . وأضاف أنه لو خير بقلبه سيختار خالد علي أو حمدين صباحي بعده، لكنه سيختار الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مرجعا ذلك إلى أن الكتلة الكبيرة من كافة التيارات ستنتخبه، وأنه مرشح عابر للإيديولوجيات، ومصر تختار لمرشح توافقي في هذا الوقت .