أثار توقف خدمة المكالمات الصوتية عبر الإنترنت في مصر، تساؤلات حول حقيقة إلغاء الخاصية والتي يستخدمها قطاع عريض من المصريين للتواصل مع أقاربهم وذويهم في الخارج, لاسيما وأن الخدمة تستخدم علي اغلب مواقع التواصل الاجتماعي المتعارف عليها مثل "واتس اب", "ماسينجر", "فايبر". وتقوم الخاصية بنقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت، وهى وسيلة لربط المحادثات الصوتية عبر الإنترنت، أو عبر أي شبكة تستخدم البروتوكول نفسه. وأعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في بيان عبر حسابه على موقع "تويتر"، أنه لا صحة على الإطلاق لما يتم تداوله من أن الجهاز قام بحجب خدمة المكالمات الصوتية المجانية عن بعض التطبيقات التي تستخدم هذه الخدمة ك "واتس اب"، أو "ماسينجر", قائلاً إنه أكد مرارًا عدم صحة الأخبار. في الوقت الذي أرجع فيه خبراء في مجال الاتصالات والمعلومات توقف الخدمة لأسباب فنية. وقال الدكتور إسلام غانم، نائب رئيس نقابة المبرمجين، إن "الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لا يستطيع إيقاف خدمات ال (VoIP ) وإن العطل الذي حدث هو عطل مؤقت يرجع لأسباب فنية وليست إدارية أو سياسية, ومن المرجح أن هذه الأسباب قد تكون تحميل بزيادة عدد المستخدمين على شبكة الانترنت والمستخدمين لخدمة المكالمات المجانية، خاصة أن العطل كان في وقت الذروة". وأضاف غانم ل "المصريون": "الصيانة للكابلات الرئيسية للانترنت كانت أحد أسباب انقطاع الخدمة في 2016، ومن الممكن أن يكون ذات السبب وراء تعطل الخدمة في الفترة الأخيرة, بالإضافة إلى إمكانية إجراء تجارب ببرامج جديدة". واستبعد أن يكون وراء وقف الخدمة "الإغلاق الإداري أو الحجب لخدمة المكالمات الصوتية VoIP بسبب استخدامها من قبل عدد كبير من الأسر المصرية التي لها أقارب في الخارج, وبالتالي فان الحكومة ستفقد مصداقيتها بشكل كبير أمام هذا القطاع العريض". وأضاف أنه "في حال إيقاف الخدمة بشكل رسمي فإنه من الممكن للأفراد استخدام خاصية ال (vpn ) والتي يتم استخدامها لتغيير محل إقامة الشخص, بتغيير IP الدولة التي يعيش فيها واستبداله بدولة أخرى تمكن من استخدام ال (VoIP ) أاو خدمة المكالمات الصوتية المجانية لبرامج "واتس اب", "ماسينجر", "فايبر". من جهته، قال الدكتور أحمد أبو طالب، الخبير في أمن المعلومات والتكنولوجيا، إن "العطل بخدمة المكالمات الصوتية (VoIP ) والمستخدمة عبر "واتس اب", "ماسينجر", "فايبر" يرجع لأسباب فنية ترتكز في أن عدد المستخدمين للخدمة أكبر من قدرة الأجهزة المستخدمة من قبل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات". وأضاف أبو طالب ل "المصريون": "هذه الأزمة المتسبب فيها ارتفاع سعر الدولار بشكل كبير، ما دفع الشركات إلى محاولة زيادة الدخل عبر قبول مستخدمين جدد، مع عدم زيادة عدد الأجهزة وتجديدها، بما يتناسب مع الأعداد الزائدة، وبالتالي يحدث العطل ومن المتوقع تكراره الفترة المقبلة". وعن إمكانية تعطيل الخدمة من قبل الحكومة، قال إن "الأمر مستحيل فنيًا لأنه لا يمكن للحكومات أو الأفراد إيقاف عملية تناقل المعلومات, وبالنظر لتجارب دول سابقة مثل السودان والذي قرر وقف خدمة المكالمات الصوتية (VoIP ) إلا أن المستخدمين هناك يلجئون لاستخدام برامج متعددة مثل (vpn ) وغيرها للحصول على الخدمة بطريقة مجانية".