شارك الدكتور محروس بريك، الأستاذ بجامعتي القاهرة وقطر في مؤتمر دولي عن العالم اللساني الأشهر (فردينان دي سوسير) ببحث عنوانه (التلقي العربي الراهن لسوسير) وذلك بعد قرن من الزمان على رحيل سوسير. ويشير د. بريك أن أبا اللسانيات الحديثة عاد مرة أخرى ليشغل أذهان الباحثين في اللغة والأدب على حد سواء؛ إذ عُقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية المؤتمر الدولي (دي سوسير بعد مائة عام من الغياب) وذلك يومي 13 و14 أبريل 2017، وشرع فريق من الباحثين بقراءة لسانيات سوسير في ضوء أمرين : أولهما: أن (بالي وسيشيهاي) لم يطلعا على كل ما دونه جميع تلامذة سوسير خلفه في محاضراته، وأن ما أثبتاه في كتاب (محاضرات في اللسانيات العامة) لا يعبر بدقة عن أفكار سوسير بقدر ما يعبر عن فهمهما الخاص للسانيات سوسير. ثانيهما: العثور على مخطوطات جديدة (مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين)، وردت بها أفكار تعارض بعض ما ورد في ذلك الكتاب الذي نشره تلامذته . ومن ثم فسوسير الحقيقي لا يتجلى فيما خطه تلامذته في كتابه (محاضرات في اللسانيات العامة) بل فيما خطّه هو بنفسه . ويعد بحث الدكتور محروس بريك محاولة للوقوف على كيفية تلقي الباحثين العرب لسوسير الجديد في الوقت الراهن من خلال رصد ثلاثة محاور : 1- )نقل المعرفة: بترجمة بعض المؤلفات والمقالات التي تدور حول الأفكار الجديدة لسوسير . (2- تمثُّل المعرفة: التأليف العربي الراهن حول لسانيات سوسير الجديد. (3- الاحتفاء بمئوية سوسير: عن طريق عقد المؤتمرات العلمية حول سوسير بعد مائة عام من الرحيل.