13 مرشحًا يتنافسون حاليا على الفوز بثقة الناخبين للدخول إلى قصر العروبة, والطبيعى أن مرشحا واحدا فقط بين هؤلاء هو الذى سيكون رئيس الجمهورية القادم, والسؤال حينئذ سيكون: هل سنقبل بنتيجة الانتخابات الرئاسية أيًا كان اسم الفائز, بعبارة أخرى هل سنحترم جميعًا النتيجة ونتقبلها أم سنثير الغبار ونقطع الطرقات وتجرى ممارسات البلطجة فى الشوارع مع دعوات أنصار المهزومين إلى الحشد فى ميادين القاهرة والمحافظات لتخويف الجميع، وعلى رأسهم الدولة نفسها. سؤال ثان: لماذا نتوقع مثل تلك ردود الأفعال عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية, ولماذا لا نتوقع سلوكًا حضاريًا محترمًا مثل الذى رأيناه فى الانتخابات الفرنسية الأخيرة، والتى انتهت بفوز المرشح الاشتراكى فرنسوا أولاند على منافسه الرئيس الفرنسى ساركوزي, حيث رأينا كيف هنأ الأخير خصمه الفائز وتمنى له التوفيق لقيادة فرنسا. هل يمكن أن نرى الخاسرين فى انتخابات الرئاسة المصرية وهم يهنئون الرئيس الفائز ويتمنون له التوفيق فى قيادة البلاد ويعلنون دعمهم له أم سيعقد كل مهزوم مؤتمرا صحفيا يندد فيه بما جرى محذرا ومتوعدا الجميع, بل ربما أعلن بعض الخاسرين اعتصامهم داخل مقر اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية. ظنى أنه ربما يحدث مالا يحمد عقباه عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية, مالم يتم الالتفات إلى الأسباب المؤدية إلى ذلك, وعندى أسباب كثيرة تدفعنى إلى القلق على البلاد بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة وهى كالتالي: 1-سلوك بعض مرشحى الرئاسة الذين جرى استبعادهم من سباق الانتخابات ينذر بالقلق خاصة أن تعامل الدولة معه كان رخوا, فرأينا ماذا فعل أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل, ورأينا تصريحات خيرت الشاطر ضد اللجنة العليا للانتخابات واتهاماته المهينة لها, وهو مالا يحدث فى أى دولة محترمة فى العالم, حيث يحترم كل المرشحين قواعد اللعبة. 2-هناك حالة انقسام وتشرذم فى الشارع وبين الناس من جهة ثم بين القوى السياسية من جهة أخرى, فليس لدينا منافسة بين تيارين رئيسيين فى الانتخابات الرئاسية بل هى انتخابات محض شخصية, فالكل يتحدث معك عن المرشح الرئاسى (س) وليس عن التيار الذى يمثله, والشخصنة موجودة فى كل حياتنا فلماذا نندهش من استمرارها فى تلك الانتخابات. 3-تعامل بعض مرشحى الرئاسة مع الانتخابات الحالية كأنها قضية حياة أو موت وليست مجرد ممارسة للديمقراطية, نهنئ فيها الفائز ونتمنى للمهزوم فرصة أفضل لخدمة بلاده. 4-جرى استخدام الدين بشكل واضح فى تلك الانتخابات رغم أنها لعبة سياسية محضة لكن استخدام الدين سيفيد بعض المرشحين للعب على أوتار الفقراء وأنصاف المتعلمين والأميين, ومن ثم فإن الخاسر فى الانتخابات الرئاسية، والذى استخدم الدين فى حملاته الانتخابية سيحشد أنصاره مرة أخرى تحت نداء الدين ويمكن توقع نتائج هذا الحشد. 4-تبدو الدولة المصرية فى حالة من الضعف الكبير، والذى يشجع غالبية المرشحين والسياسيين لاستعراض عضلاتهم السياسية والاستقواء بأنصارهم. إذا صدقت تخوفاتنا فإن الخاسر فى تلك الحالة ستكون مصر, فهل من عقول تنذر وتحذر مما هو قادم لصالح البلاد والعباد. [email protected]