أثارت الضربة العسكرية التي شنها الطيران الأمريكي على مطار "الشعيرات" السوري، غضب أعضاء مجلس النواب، مطالبين مجلس الأمن والجامعة العربية باتخاذ موقف حاسم تجاه الولاياتالمتحدة. وقصف الطيران الأمريكي القاعدة الجوية السورية ب 59 صاروخًا، ردًا على مقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة أكثر من 500 آخرين جراء هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام السوري، الثلاثاء الماضي، على بلدة خان شيخون بريف إدلب. غير أن النواب قالوا إنه لم يثبت تثبت تورط النظام السوري في استخدم الأسلحة الكيماوية، محذرين من تحول سوريا إلى ساحة للمعركة بين روسيا - حليف نظام بشار الأسد - وأمريكا، الأمر الذي سيترك أضرارًا في النهاية على المواطنين الأبرياء. وقالت داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن "القصف الأمريكي جاء منفردًا، دون الرجوع إلى الدول الأخرى، ودون دراسة حقيقية تؤكد أن النظام السوري هو من استخدم الأسلحة الكيماوية". وأضافت يوسف ل "المصريون": "كان واجبًا على أمريكا عدم اتخاذ تلك الخطوة إلا بعد حدوث وفاق دولي حتى لا يترتب على ذلك حدوث مشكلات كما هو الآن، إذ أن روسيا اعترضت، والصين لديها موقف آخر". وتابعت: "ذلك الخلاف سيترتب عليه تحويل سوريا إلى ساحة قتال بين الدول العظمى، وستسعى كل دولة إلى تحقيق ما تريد على حساب الشعب السوري". وأدانت يوسف ما وصفته ب "موقف جامعة الدول العربية المخزي"، متسائلة: "لماذا لم تدع الجامعة أعضائها لاجتماع سريع وعاجل بشأن ما حدث، ولماذا لم تسع إلى حل الأزمات التي يعاني منها الشعب السوري". إلا أنها قالت إن "موقف الجامعة ليس بغريب؛ لأنها على مدار تاريخها لم يكن لها دور فعال في حل أزمات الدول العربية"، وأشادت في الوقت ذاته بدعوة مجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ وعاجل لبحث ما حدث. وقالت إن البرلمان سيطلب من وزارة الخارجية المصرية دعوة مجلس الأمن لفتح تحقيق بخصوص ما وقع، بالإضافة إلى عدم تكرار ما حدث مرة أخرى إلا بعد إجراء تحقيقات موسعه. في نفس السياق، رأى حسن عمر، عضو لجنة العلاقات الخارجية، أن الضربة الأمريكية لن تحل الأزمة السورية، بل سيترتب عليها تأزم أكثر للمشكلة. وأضاف عمر ل "المصريون"، أن "تلك الضربات لن تضر إلا المواطنين السوريين العزل، الذين أصبحوا لا يطيقون ضربات جديدة تفقدهم ما تبقى لهم من أمل". وأوضحت، أنه "لابد أن يكون هناك رد حازم من وزارة الخارجية تجاه ما حدث، والدولة المصرية عليها هي الأخرى اتخاذ إجراءات عاجله لمنع تكرار ما حدث ضد الشعب السوري". من جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن الضربة العسكرية الأمريكية ضد سوريا تطور خطير يدخل الأزمة السورية في دائرة خطيرة ويعيد محنتها مرة أخرى، مضيفًا: "ما حدث يعيد القضية السورية إلى الصراع الروسي الأمريكي مرة أخرى". وأكد العرابي، في تصريحات له، ضرورة إدانة استخدام الأسلحة الكيماوية، بالإضافة لضرورة الإسراع في إيفاد لجنة تقصى حقائق للمسئول عن هذا العمل الإجرامي. وتابع قائلاً: "يبدو أن الإدارة الأمريكية أرادت التعبير مبكرًا عن أسلوبها في التعامل مع هذا النوع من المشاكل الدولية، ونحتاج الآن إلى قدر كبير من العمل الدبلوماسي، سواء من قبل جامعة الدول العربية أو مجلس ا?من لتجنب أي تصعيد، نظرًا لتداخل القوى فوق ا?راضى السورية، كذلك لوقف تهميش أعمال المؤسسة الدولية للأمم المتحدة".