هاجم الكاتب الصحفى جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون" القوميين العرب، على خلفية موقفهم الرافض للقصف الأمريكى لقاعدة الشعيرات السورية التابعة لقوات بشار الأسد، فى الوقت الذى يغضون فيه الطرف عن الانتهاكات والمذابح التى ترتكبها قواته ضد الشعب السورى. واسترجع "سلطان"، فى مقال له بعنوان "سوريا .. العروبة والسيادة المفترى عليهما"، المواقف المخزية للنظام السورى منذ أيام الرئيس الأب حافظ الأسد، حيث حرب الثماني سنوات الطاحنة بين العراقوإيران ، كانت دول الخليج العربي التي توصف عند القوميين العرب بالرجعية تصطف إلى جانب العراق، رغم تحفظ دول الخليج على شخصية صدام ونزقه، بينما وقف حاكم سوريا حافظ الأسد، زعيم القومية العربية والبعث العربي، إلى جانب إيران الفارسية ضد العراق العربي، ولم يخجل كثيرون من القوميين وقتها وهو يغمضون أعينهم عن تلك المفارقة المهينة ، ولم يسأل أحدهم نفسه ، هل يبيع حافظ الأسد عروبته والعراق لصالح إيران من أجل الكرسي ، وكيف استباح لنفسه البعث العربي في سوريا أن يتحالف مع الفرس ضد البعث العربي في العراق. موقف حافظ الأب لم يكن الأخير حيث أشار "سلطان" إلى موقف بشار الابن في العام 2003 حيث وقع الغزو الأمريكي للعراق، وذهبت أمريكا إلى مجلس الأمن لكي تشرعن احتلالها للبلد العربي الكبير، وتحصل على الموافقة لتعيين جنرال أمريكي حاكما صريحا لبغداد العروبة، وكان بشار الأسد، ابن حافظ، يحظى بمقعد في مجلس الأمن وقتها، ففوجئ العرب بأن بشار الأسد يمرر القرار 1483 لاحتلال العراق وتنصيب الجنرال الأمريكي حاكما له ويمتنع عن إدانة القرار لكي يمر بالإجماع. وقال رئيس تحرير "المصريون": "مرة أخرى لم يجد القوميون العرب مسحة حياء، وهم يغمضون أعينهم عن هذا "العار" ، وكيف أن بشار باع العروبة وباع العراق للاحتلال الأمريكي ، من أجل المحافظة على سلطته وتثبيت حكمه الذي كان قد بدأ قبلها بسنوات قليلة". وأضاف: "نذكر بتلك الوقائع الرأي العام الذي يصدعون رؤوسه اليوم بالحديث القومي العاطفي العذب عن العدوان الأمريكي في سوريا بشار الأسد بطل العروبة ورمزها ، لأن عدة صواريخ أمريكية أطلقت على مطار للطاغية قاتل أطفال سوريا فأعطبت بعض الطائرات ، رغم أن الأمريكيين هم أنفسهم الذين يحمون نظام بشار الآن من السقوط ، ويغضون الطرف عمدا عن أغلب جرائمه ، ولو رغبوا في إسقاطه لانتهى أمره خلال أيام قليلة ، وحتى اليوم تضع أمريكا "فيتو" على وصول مضادات الطيران إلى الجيش السوري الحر الممثل لقوى الثورة السورية ، مما سهل لبشار "التنزه" في الفضاء السوري لهدم المنازل والمساجد والأسواق والمخابز والمستشفيات في مسلسل يومي دموي وإجرامي". وأوضح أن القوميين العرب مهتمون فقط بالهجوم على بشار ونظامه وشبيحته ، ولكنهم غير معنيين بالشعب السوري ونسائه وأطفاله ، غير معنيين بثمانية ملايين مواطن سوري يهيمون على وجوههم في أرجاء الأرض بحثا عن مأوى وهربا من طائرات المجرم ومن الإرهابيين الذين جلبهم من كل فج عميق ، القوميون لا يبكون على حوالي نصف مليون قتيل سوري ، ذهبوا فداء لحذاء الطاغية ، ومن أجل أن لا ينزل عن كرسي السلطة ويحقن دماء شعبه ، القوميون لم يبكوا على الأطفال الذين ماتوا وهم نيام خنقا بغاز السارين السام في خان شيخون ، ولكنهم يبكون على "سيادة" خرافية في بلد تستبيحه عشرات الدول والميليشيات أرضا وجوا وبحرا ، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، القوميون يعتبرون أن القصف الأمريكي لمطار بشار الأسد عدوانا على سوريا ، لكن القصف الأمريكي طوال عامين على المدن السورية والشعب السوري لا يخدش السيادة ولا يمثل عدوانا بل رسالة صداقة ، القوميون العرب يعتبرون أن الغزو الإيرانيلسوريا الآن وسيطرة الميليشيات الشيعية اللبنانية والأفغانية والإيرانية على التراب السوري هو نضال من أجل العروبة والقومية العربية ، ويرون أن فيلق القدسالإيراني الذي لم يطلق رصاصة واحدة تجاه "إسرائيل" ولا من أجل القدس ، يخوض معركته الوحيدة منذ نشأته الآن ضد الشعب السوري وثورته. واختتم مقاله: "هوس القوميين العرب بالطغاة الذين تاجروا بقضية فلسطين ليتمكنوا من اغتصاب السلطة الحرام ثم خربوا بلادهم وخربوا فلسطين ، وهزموا بلادهم وهزموا فلسطين ، وأضاعوا بلادهم وأضاعوا فلسطين ، ولم يكونوا عبر السنين ، سلما وحربا سوى ميكروفونات للأغاني والهتافات الفارغة والضجيج وادعاء العظمة والنصر ودغدغت مشاعر البسطاء ، وتحالف القوميين الدائم مع تلك النوعية من القتلة والمجرمين والفاسدين ، هو أقرب لما يمكن وصفه بالعشق السياسي ، وفي العشق يصعب أن تتحدث بلغة العقل أو المنطق أو حتى الإنسانية ، فقط تعمل على إنهاء حقبة الطغاة والقتلة ، فيختفي الظل ، وبهلاك المعشوق يتبخر العاشق".