فى وقت نعتقد أن الالتحام والتوافق فيه هو واجب الوقت وإن كل القوى الوطنية الشريفة غير الملوثة بالتحالف مع قوى النظام البائد، تتقاطع وتلتقى فيه مصالح بعض رموز الإعلام والمرحلة الانتقالية ليس فقط مع أقطاب النظام البائد ورموزه بل أيضاً من تلوثت أيديهم بدماء شهداء الثورة الأبرار، وحتى يزول الالتباس بين هذه القوى وتلك وجب التأكيد على عدد من النقاط المهمة هى دليل العبور من تلك المرحلة الحساسة فى تاريخ بلادى:- إن أى قوى وطنية حقيقية تحب مصر وتعمل لمصلحة شعبها وتستهدف تحقيق الأهداف، التى قامت من أجلها ثورة يناير هى قوى لم ولن تتقاطع مصالحها أبداً مع النظام البائد أو أذنابه، لا مرحلياً كما يعتقد البعض أو تسول له نفسه، أو تكتيكياً لزوم إقصاء أى من فصائل الثورة، فضلا عن تقاطع تلك المصالح استراتيجياً. إن منهج أعداء الثورة فى تلك المرحلة واضح ولا لبس فيه فهو يعمل على عدد من السيناريوهات الموجودة مسبقاً، والتى لن تختلف عن سابقتها والتى كان يستخدمها النظام السابق وهى:- الإغراء بالمنافع والعطايا التخويف من بطش الدولة الإفساد حتى يستزلون رقاب بعض الأفراد من القوى الوطنية أو الثورية التخوين لبعض القوى الوطنية شق الصف بين ما تبقى من تلك القوى الوطنية التى لم تنفع معها المحاولات السابقة فى جميع الأحوال يبقى الاغتيال لمن استعصى على كل ما سبق ذكره. إن الحقيقة الثابتة والأهم هى أن أعداء الثورة والرافضين لكل محاولات التطهير هم يدافعون ليس فقط عن مكتسباتهم أو منافعهم التى تحصلوا عليها أيام النظام السابق – والتى استطاع أن يستزلهم بها – بل هم يعلمون أن المعنى الحقيقى والوحيد لاستكمال تحقيق أهداف الثورة هو هدم كل ما أقامه النظام السابق طوال عقود من استبداد واستعباد وفساد وهى أشياء لا يستطيعون الحياة معها لأنهم لم يتربوا عليها طوال تلك السنون التى مضت، لذلك فهم مستميتون فى محاولاتهم الدؤوبة لإجهاض الثورة أو على الأقل عرقلتها حينًا من الوقت. إن مسلسلات التآمر التى تمت طوال الفترة الماضية والتى كان آخرها فى العباسية لا تستهدف فقط تخويف الشباب الثائر بما يدور من حوله ومحاولات إرباك الحياة السياسية بتوجيه الاتهامات يميناً ويساراً فى محاولات لتشويه القوى الوطنية والثورية فقط، تستهدف أيضاً توريط بعض المؤسسات سواء من الشرطة أو الجيش (وليس المجلس الأعلى) حتى يصبحوا فى ذات الخندق مع رموز وأذناب النظام السابق، ومن ثم يساهمون فى عرقلة عجلة الثورة أو تقدمها إلى الأمام نحو تحقيق أهدافها وليس ذلك تحليلاً بل هى ذات الخطة، التى وضعها الأمن القومى فى عهد عبد الناصر؛ لمواجهة الإخوان والقضاء عليهم فى وقت لم يكن هناك معارض غيرهم لسياسة عبد الناصر وعصابته، وتم نشرها فى أكثر من كتاب، ومن تلك الكتب كتاب "قذائف الحق" للمرحوم الشيخ محمد الغزالى، فما أشبه الليلة بالبارحة. إن مكر هؤلاء الأعداء لن يتوقف وسيتجدد ويأخذ أشكالا عدة، وسيتلون كالحرباء فليس لنا بعد الله تعالى من وحدة الصف والالتفاف حول القوى الشريفة فى بلادنا، وليس هناك راية يمكن أن يلتف حولها وتمثل الشرعية الدستورية فى البلاد إلا فى البرلمان المنتخب بالإرادة الحرة للشعب المصرى، والذى نطالبه باتخاذ مواقف تليق به كبرلمان للثورة وكممثل للشرعية فى البلاد. ولتكن البداية فى تطهير البلاد فالشعب قد هتف قبل ذلك (الشعب يريد تطهير البلاد) ونحن فى الانتظار. المستشار القانوني/ المحامي