تصدت القوات الإثيوبية، الثلاثاء الماضي لهجوم مسلح استهدف سد النهضة، حمَّلت فيه الحكومة حركة "سبات قنبوت" ما تعرف باسم 7مايو المعارضة والمحظورة هناك، مسؤولية الهجوم الذي يعد الأول من نوعه. ويأتي الهجوم في ظل أوضاع غير مستقرة في إثيوبيا، خاصة مع تزايد الحراك المناهض لحكومتها من قبل متمردين، تطلق السلطات هناك عليهم مسمى "المجموعات المناوئة للسلام"، ومن بينهم "جبهة تحرير أورمو" و"حركة 7 مايو"، واللتان تخوضان منذ سنوات قتالا مسلحا مع القوات الحكومية. وسبق أن اتهمت إثيوبيا، في أكتوبر الماضي، كل من مصر وإريتريا بالسعي ل"نسف استقرارها" عبر تقديم "الدعم المالي والتدريب لعناصر إرهابية"، لافتة إلى أنها "تملك أدلة واضحة"، دون أن تشكف ماهية هذه الأدلة، بدعم مثل تلك الحركات. وأمس الأول الأربعاء، نقلت وكالة الأناضول، عن مصادر سياسية مطلعة في الحكومة الإثيوبية (لم تسمها) قولها إن "القوات الإثيوبية تمكنت من أسر 8 عناصر من المجموعة المهاجمة وقتلت عددا آخر(لم تحدد رقماً)، كما استولت على عتاد عسكري وأسلحة تابعة للمجموعة". وأشارت المصادر الإثيوبية إلى أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن المجموعة المسلحة تتبع حركة "قنبوت سبات"(حركة 7 مايو) المعارضة والمحظورة التي تتهم إثيوبيا إرتيريا بإيوائها وهو ما دأبت أسمرا تنفيه". وهذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن محاولة لاستهداف سد النهضة الذي يستمر العمل على تشييده على نهر النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية مع السودان. وكانت الحكومة الإثيوبية قد قامت بإجراءات أمنية مشددة حول المناطق القريبة من السد؛ واعتبرتها منطقة "محظورة" جواً وبراً. وترصد "المصريون" أبرز المعلومات المتوفرة عن الحركات المعارضة للحكومة الإثيوبية، والتي تقول الأخيرة إنها تسعى ل"نشر الفوضى"، عبر استهداف سد النهضة واستقرار البلاد إثيوبيا. أولا حركة 7 مايو 1 / تأسست عام 2008. 2/ يترأس الحركة حاليا أحد أبرز قادة المعارضة برهانو نقا، وهو من بقايا نظام الرئيس السابق منغستو هيلي ماريام. 3 / تصنفها الحكومة هناك ب"الإرهابية" و"المحظورة". 4/ تتهم السلطات الإثيوبية الحركة بالعمالة لإريتريا بهدف زعزعة الأمن والاستقرار الإثيوبي. 5 / تمتلك محطة تلفزيونية تبث من أمريكا باللغة الأمهرية. 6/ ويقول مراقبون إن للحركة نشاطاً سياسياً وعسكرياً في إريتريا التي تعد قاعدة متقدمة في مواجهة الحكومة الأثيوبية. ثانيا حركة تحرير الأورومو 1/ كبرى قوميات إثيوبيا وأشدها حرمانا. 2/ يمثل المسلمون أغلبيتها الساحقة. 3/ تحتج منذ عشرات السنين بسبب "انتهاك" حقوقها والتمييز الاقتصادي والمجتمعي الذي تمارسه الحكومة ضدها، وتناضل لإنصافها عبر مجموعة من المنظمات بعضها فصائل مسلحة. 4/ يبلغ تعداد قومية الأورومو نحو 40 مليونا، وتشكل أغلبية سكان البلاد البالغ عددهم نحو 94 مليون نسمة (حسب إحصاءات 2013) والمكونين من نحو 80 عرقية، ثم تأتي بعدها عدديا قومية "الأمهرية" -المهيمنة على حكم البلاد- بنسبة تقدر ب27%. 5/ تنتمي الأورومو في الأصل السلالي إلى "العنصر الحامي" (الشعوب الكوشية) إلى جانب القومية "الصومالية" و"العفرية"، في حين تعود أصول قوميتيْ "الأمهرية" و"التغراي" المتحكمتين في البلاد إلى "العنصر السامي"، وللأورومو لغتها الخاصة بها والمختلفة عن "الأمهرية" التي هي اللغة الرسمية في إثيوبيا. 6/ ترى الأورومو أن إثيوبيا ليست دولة موحدة من حيث التاريخ والثقافة واللغة المشتركة، وإنما تشكلت عبر حروب قادها "الغزاة الإثيوبيون" بمساعدة من الأوروبيين، بدافع تصورهم أن إثيوبيا "جزيرة مسيحية تعيش في بحر إسلامي". 7/ ومنذ ستينيات القرن العشرين حاولت جماعات من ناشطي الأورومو إعادة صياغة مفهوم هويتهم الوطنية برفض الهوية الوطنية الإثيوبية "المفروضة على الجميع"، لكن الانشقاقات التي اتسمت بها صفوفهم ساهمت في إضعاف قدرتهم على تحقيق أهدافهم. 8/ من أسباب استهداف الحكومة الإثيوبية لقوميتهم خوفها من كثافتها السكانية إذ تشكل 40% من مجمل سكان الدولة، وثانيها يتمثل في الديانة الإسلامية حيث تقدر نسبة المسلمين فيها بنحو 80%، في حين يتجسد الثالث في تمسك القومية بمبدأ حق تقرير المصير والاستقلال عن إثيوبيا. 9 / تتهم إثيوبيا، مصر، بدعمها، على إثر الخلاف بينهما بشأن سد النهضة، وهو ما تنفيه القاهرة. 10 / ويتمتع إقليم "أوروميا" بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفيدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي عام 1991، بعد سقوط نظام منغستو هايلي ماريام.