تجديد الخطاب الديني يعني ببساطة شديدة إحياء دوائر الإسلام المنسية كدائرة الإيمان بالله عز وجل ، ومعرفة الله كما عرف نفسه سبحانه وتعالى من خلال آيات التنزيه والأسماء الحسنى والأفعال وما يتعلق بها من الخلق والأمر .. وهي بحر لا ساحل له .. ثم سلوك الصراط المستقيم بالتخلي عن كل الرذائل والتمسك بكل الفضائل .. وهي أيضا طريق صعب وشاق ويستغرق حياة الإنسان كلها .. وثالثا الإيمان والاعتقاد باليوم الآخر وأن الله عز وجل سيحاسب العبد عن كل صغيرة وكبيرة .. هذه هي الخطوط الثلاثة العريضة والمقاصد الأساسية في القرآن الكريم ، والتي لا معنى لتدين الإنسان ولا أثر لتدينه ولا لأي خطاب ديني بغير التمسك بها وسلوك طريقها .. ثم التخلق بأخلاق الأنبياء والصالحين الذين حكى عنهم القرآن الكريم .. ثم التخلي عن أخلاق الظالمين والطغاة الذين حكى الله عنهم .. ثم البراءة من أباطيل الكفار وأخابيلهم كذكرهم الله بما لا يليق كقولهم أن الملائكة بنات الله ونسبة الولد والشريك إليه سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا .. ثم إتباع تشريعات الإسلام وأحكامه لجلب المنافع ودفع المفاسد ليصلح بذلك أمر الإنسان وأمر الدنيا .. هذه هي ببساطة شديدة معالم الطريق نحو تجديد الخطاب الديني أو الإحياء الديني .. بعد أن اختزله البعض في قضايا جانبية فرعية منعزلة عن الأصل الإيماني كقضية الخلافة والحكم أو بعض مظاهر التدين السطحية ، ومحاولات اللادينيين اختزال الدين في بعض القضايا الثانوية والشبهات المتعلقة ببعض المرويات .