اعتبر تقرير إسرائيلي، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يمثل فرصة فريدة ونادرة، لابد أن ترحب بها الإدارة الإسرائيلية وتحسن استغلالها، مشيرًا إلى أن مصر في عهد الرئيس "السيسي" أصبحت تمثل واحدة من أهم الدول بالنسبة لإسرائيل. وتابع التقرير، الذي نشره موقع "جيروزاليم بوست"، أن إسرائيل بدورها تبادل مصر الاهتمام من حيث بذل أقصى جهد ممكن للاستفادة من عصر "السيسي"، وحصد ثمار العلاقات الحسنة المشتركة بين البلدين، مشيرًا إلى أنه في الأيام الأخيرة ظهرت محادثات مشتركة بين البلدين لبدء مبادرة تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعي. لينقل التقرير عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأكيده على حاجة إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية إلى وجود شركاء إقليمين للتوسط في مشاريع التفاوض المحتملة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والمساهمة في تحقيق مزيد من الاستقرار لكلا الطرفين، وخاصةً في ظل حاجة إسرائيل إلى رفض تدخل إيران. وأرجع معهد دراسات الأمن القومي، سر تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل في عهد "السيسي" إلى أن الأخير كان بإمكانه أن يصدر الصورة السلبية العدائية عن إسرائيل، كما اعتاد زعماء العرب الديكتاتوريون بتحميل إسرائيل أخطائهم إلا أنه لم يفعل ذلك.
وبحسب التقرير الذي نشره المعهد في نهاية عام 2016، فإن عمل مصر وإسرائيل سويًا لمحاربة تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية كان له دور أيضًا في تحسين العلاقات، مشيرًا إلى أنه بموافقة إسرائيل كشف "السيسي" عن وجود 25 ألف جندي مصري في شبه جزيرة سيناء إضافة إلى عدد من المروحيات والدبابات. وتابع: أن الارتفاع الملحوظ في أعداد القوات العسكرية المصرية في سيناء، وموافقة إسرائيل من جانبها على ممارستها نشاطًا عسكريًا، هو دليل كافٍ على دفء العلاقات بينهما، مشيرًا إلى أنه إن لم يكن هذا كافيًا فكل من جهازي المخابرات للبلدين يتبادلان المعلومات عن الجماعات الإرهابية في سيناء. وأوضح التقرير، أن تطور العلاقات بين الجانبين انعكس بشكل إيجابي على سياسات "السيسي" تجاه إسرائيل، كون الأخير يرى أن معاهدة السلام بينهما خطوة إستراتيجية ضرورية، إلا أنه على عكس الرئيس الأسبق "حسني مبارك" لا يرى غضاضة فى التعامل بشكل طبيعي مع إسرائيل والاستفادة من علاقاتهم المشتركة عسكريًا واقتصاديًا. واستمر التقرير في استعراض الأدلة التي تؤكد قوة العلاقات المصرية- الإسرائيلية، من خلال تصريحات "نتنياهو" في المؤتمر الصحفي الأخير الذي أقامه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وتأكيد الأول على حاجة إسرائيل إلى وجود مبادرة إقليمية لحل النزاع الفلسطيني وأن وجود مصر يمثل ضرورة ملحة لضمان نجاحها.
وعلى الرغم من سياسات "السيسي" الإيجابية تجاه إسرائيل، إلا أن الشعب المصري يواجهها بالتشكك، والانتقاد من جانب اليسار والجماعات الإسلامية على حد سواء، متابعًا أن تحسن علاقات "السيسي" مع الفلسطينيين أيضًا قد تجلب تغييرًا إيجابيًا لوجهة نظر الشعب المصري بمرور الوقت.