تغيير كبير في سياسة وزارتي الزراعة والري في التعامل مع ملف "زراعة القمح مرتين" بعد التعديل الوزاري ورحيل الوزير السابق عصام فايد، هذا التغيير أصبح ملاحظًا جدًا الآن، وذلك بعد أن أعلن وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي، عن ضم وزارة الزراعة في الفريق البحثي المشكل حاليًا لتقييم تجربة زراعة القمح مرتين في العام، جاء ذلك بعد زيارة قام بها الوزير إلى ديوان عام وزارة الزراعة، الأحد، والتقى خلالها بالوزير عبد المنعم البنا ومساعديه الثلاثة. وقال "عبد العاطي"، إنه تم الاتفاق مع الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة، أن ينضم عضو من فريق مركز البحوث الزراعية إلى الفريق البحثي من المركز القومي لبحوث المياه لتجربة زراعة القمح بالتبريد "مرتين في العام"، للاستفادة من جميع الجهود البحثية المبذولة لخدمة الدولة. وأوضح أن التعاون بين جميع الوزارات والجهات المعنية بإدارة واستخدام الموارد المائية، وعلى رأسها وزارتا الري والزراعة، بات ضرورة وليس اختيارًا خاصة في ظل تنامي الاحتياجات المائية في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية من جانب ومحدودية الموارد المائية من جانب آخر. ويتساءل المتابعون عن موقف "البنا" من المشروع، وهو الذي رفضه وقت أن كان يشغل منصب رئيس مركز البحوث الزراعية، ورغم ذلك فإن "البنا" بدا مستمعًا جيدًا لما يقوله وزير الري، ولم يعترض، بل وافق على ضم ممثل لوزارة الزراعة في اللجنة العلمية المشكلة لدراسة المشروع. وقال الدكتور جمال صيام، الخبير الزراعي، إن التراشق بين وزارتي الزراعة والري في الفترة الأخيرة يكشف عن العوار الذي أصابهما وعدم التنسيق في المشروعات البحثية التي من المفترض أن تتعاون الجهات والأجهزة المختلفة بالوزارات على تنفيذها. وأكد صيام في تصريح ل"المصريون"، أن جلوس وزير الزراعة والري مع بعضهما ومناقشة المشروع بجدية وإشراك الباحثين كان من المفترض أن يتم قبل الإعلان عن التجربة، ومع ذلك قامت وزارة الري بالإعلان عن المشروع دون تنسيق مع الزراعة، ما تسبب في غضب كبير من الزارعين وخصوصًا بموقع البحوث الزراعية. من جانبه، أكد الدكتور سعيد خليل، الخبير الزراعي ومستشار وزير الزراعة السابق، أن الفساد في وزارة الزراعة يجعل المسئول يقبل بأي مشروع وهمي، لافتًا إلى أن إدخال الوهم على الناس ما أسهل منه هذه الأيام. وأوضح خليل ل"المصريون"، أن جلسة تجمع بين مسئولين يمكنها إنهاء أي شيء، مستدلاً على موقف الوزير من رفض تجربة تبريد القمح في أثناء كونه رئيسًا لمركز البحوث الزراعية، ثم جلوسه مع الري لمناقشة المشروع بعدما أصبح وزيرًا. وأضاف: "أفضل الصمت الإعلامي لشهور، طالما أن الفساد لا يمكن علاجه في تلك الوزارة"، مؤكدًا أنه لن يظهر بعد اليوم للحديث عنه، بحسب وصفه.