بعد أيام من الخلاف الأبرز بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي كان امتدادًا لخلاف طفى على السطح بعد مطالبة السيسي الأزهر بمهمة تجديد الخطاب الديني، وقال الرئيس لشيخ الأزهر أمام الجميع:" سأحاججكم أمام الله". وأتت قضية الطلاق الشفوي لتظهر مدى الخلاف الذي حلَّ بين الإمام والرئيس، حيث وجه «السيسي»، عتابا إلى الدكتور «أحمد الطيب»، قائلا: «عاوزين الطلاق يتوثق بحضور المأذون عشان يحاول يصلح بينهم، وما يبقاش الطلاق سهل وبكلمة يطلقها الرجل.. مش كدا يا فضيلة الإمام.. تعبتني والله فضيلتك». وهو ما قابله «الطيب» بالابتعاد وعدم الرد أو الظهور لأيام، ليعود بعدها باجتماع هيئة كبار العلماء، ويصدر بيانًا يؤكد فيه صحة وقوع الطلاق الشفهي على خلاف ما يريد الرئيس، ويطالب بإيجاد حلول لأسباب الطلاق مثل توفير حياة اجتماعية كريمة. بيان كبار العلماء برئاسة «الطيب» فتح عليه أبواق نيران إعلام السلطة، ليوجهوا انتقادات حادة للأزهر وإمامه. عاد الطيب، بعد أيام من الهجوم الذي شنه الإعلام الموالي للسلطة، على هيئة كبار العلماء؛ بعد إقرارها بالإجماع بصحة "الطلاق الشفهي"، على خلاف رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عدم الاعتراف به، إلا بعد توثيقه رسميًا، في حوار له مع التليفزيون الصري ليرد على تلك الهجمة ويصفها بأنها "مزايدة مرفوضة"، مطالبًا من ينتمون للأزهر ويتبنون مواقف مغايرة بالتركيز على حقوق الإنسان والديمقراطية وليس الطلاق الشفهي. ورفض "الطيب"، التعقيب على حملة الهجوم الإعلامي، قائلًا إن "المزايدة على الأزهر في هذا الموضوع تجاوزٌ للحد، وأيضًا تجاوز للحق، وكنا نتمنى من بعض المنتسبين للأزهر ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، وأن يتركوا للمجامع والهيئات المتخصصة في الأزهر الشريف بيان الحكم الشرعي في هذه القضية -قضية الطلاق الشفهي–، ولدينا وثائق علمية؛ حتى لا يزايد علينا في الصحف ولا في القنوات". وقال:"على العلماء أن يجتهدوا ويجددوا الأنظار فيما يتعلق بالأمور السياسية؛ كالديمقراطية"؛ لأن كثيرًا من الجماعات والتيارات –للأسف الشديد– التي تملك أبواقًا تتحدث عن أن الديمقراطية ليست من الإسلام وأنها كفر، فواجب العلماء في كل العالم أن يتصدوا لمثل هذه القضية". وأشار إلى أنه خلال مؤتمر "رؤية العلماء حول تجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف"، الذي عقد في الأقصر، أثار أيضًا قضية "حقوق الإنسان": "فهل حقوق الإنسان الأوروبي هي النموذج الذي يجب أن يعمم على العالم، ويجب على المسلمين جميعًا أن يبيحوا الشذوذ الجنسي والإجهاض، أو هي حقوق الإنسان الشرقي المتدين بدينٍ له حقوق تختلف عما يدعيه أنصار حقوق الإنسان في الغرب الذي أدار ظهره للدين منذ قرون وانتهى الأمر". السيسي يصالح الإمام وبعد ساعات من حوار شيخ الأزهر مع التليفزيون المصري، تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الكيني، إلى دور الأزهر الشريف في محاربة الإرهاب وأنه منارة الفكر المعتدل. وقال الرئيس إن مصر تحرص على التشاور المستمر مع كينيا للتنسيق فى كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى أن البلدين يواجهان مخاطر مشتركة فى مقدمتها الإرهاب وانتشار التنظيمات المتطرفة. وأشار السيسي خلال المؤتمر الصحفي، والذي بدا أنه يصالح شيخ الأزهر بتلك التصريحات، إلى دور الأزهر فى مكافحة الفكر الإرهابى المتطرف، مضيفًا: الأزهر منارة الفكر الإسلامى المعتدل، موضحًا اعتزام البلدين على التنسيق والتعاون لمحاربة آفة الإرهاب. وأوضح أن الشعب الكينى تربطه بالشعب المصرى أواصر تاريخية كبيرة، معربا عن شكره على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة . وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وصل اليوم فى زيارة رسمية إلى كينيا حيث كان فى استقباله فى مطار جومو كينياتا كل من وزيرة الخارجية ووزير الزراعة الكينيين، وأعضاء السفارة المصرية بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية المصرية فى نيروبى.