مستقبلنا موز !! د.نصارعبدالله ينتابنى إحساس قوى بأن مستقبلنا بإذن الله موز!! ،..أرجو ألا يتصور القارئ أننى متفائل بالمستقبل، وأننى من خلال عبارتى السابقة أتوقع أن أيامنا المقبلة سوف تكون أياما لذيذة ، أوأن طعمها سوف يكون مثل طعم الموز،... على العكس تماما فالذى أقصده على وجه التحديد هو أن مصر تتجه يوما بعد يوم لأن تصبح إحدى جمهوريات الموز إن لم تكن قد اصبحت كذلك فعلا!! ..أماالمقصود بجمهوريات الموز لمن لايعلم فهى مجموعة الدول التى تحيط بالبحر الكاريبى من ناحية كما تطل على المحيط الهادى من ناحية أخرى والتى يتكون منها ما يعرف أحيانا بدول أمريكا الوسطى ، وبوجه خاص هندوراس وكوستاريكا وجامايكا وبنما، وقد أطلق عليها جمهوريات الموز لأنها تعتمد فى اقتصادها بشكل أساس على إنتاج الفاكهة عالية الجودة وبوجه خاص ذلك الموز الضخم المتميز الذى بدأت تعرفه أسواقنا المصرية المحلية منذ ما يقرب من عشرين عاما، ...وقد كانت دول الموز منذ اكتشاف أمريكا قرب نهاية القرن الخامس عشر، كانت مسرحا للصراع الإستعمارى بين أسبانيا وفرنسا والبرتغال وإنجلترة التى استطاع كل منها أن يفرض سيطرته على جزء من المنطقة وأن يسخر سكانها الأصليين فى إنتاج المزيد من الفاكهة، وعندما لا تفى أعدادهم بالمطلوب كان المستعمرون يقومون باستجلاب العبيد من أفريقيا!! ، ورغم تمكن تلك الدول تباعا من التحرر من الإستعمار التقليدى وتحولها فى نهاية المطاف إلى جمهوريات مستقلة، إلا أنها فى القرن العشرين قد وقعت، ووقع معها أيضا عدد كبير من دول أمريكا الجنوبية تحت سيطرة الشركات الأمريكية العملاقة ، بحيث أصبح الجانب الأكبر من دول أمريكا اللاتينية بمعنى ما دولا للموز، حتى ولولم تكن كلها تنتج موزا !!،... وقد حرصت الولاياتالمتحدة بطبيعة الحال على أن تحمى مصالح شركاتها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بدءا من شراء ذمم بعض كبارالمسئولين فى تلك الدول ، ومرورا بشراء ذمم رجال الصحافة والإعلام، وانتهاء إلى شراء أصوات الناخبين فى الإنتخابات البرلمانية، مع استخدام رجال العصابات والمافيات بالتنسيق مع عملائهم أوالمتعاونين معهم داخل الأجهزة الحكومية ، استخدامهم جميعا فى تأديب المتمردين من السياسيين والإعلاميين: سواء بتلفيق التهم فى بعض الحالات، أو الضرب المبرح من قبل مجهولين فى حالات أخرى، أو الإختطاف ثم القتل فى حالات ثالثة أوالقتل دون الحاجة إلى اختطاف فى حالات رابعة، فإذا ما حدث وتمكن حكم وطنى نظيف من الوصول إلى السلطة بالطريق الديموقراطى فإن الإنقلاب العسكرى كفيل بتصحيح الأوضاع!! ، ثم يبقى أخيرا التدخل العسكرى المباشر من جانب الولاياتالمتحدة تحت أية ذريعة من الذرائع أو أية حجة من الحجج عندما يستلزم الأمر... والواقع أننى عندما أنظر إلى مصر عبر السنوات الماضية بدءا من تصاعد أحداث الإعتداء على صحفيين أو اختفائهم دون أن يتوصل أحد إلى مكان اختفائهم، أو الحكم علي بعضهم بالسجن بمقتضى قانون تم الوعد أكثر من مرة بإلغائه دون وفاء بالوعد ،ودون أن يلوح فى الأفق ما يوحى بقرب الوفاء به، ومرورا بتزايد حملات الإعتقال لعناصر سياسية معينة ، وانتهاء بما شهدته الإنتخابات البرلمانية الأخيرة من محاصرة اللجان الإنتخابية للحيلولة بين الناخبين والوصول إلى لجانهم ، ثم استخدام كل أساليب العنف والترويع والبلطجة التى سالت بسببها دماء كثيرة شارك فى إسالتها جميع المتنافسين تقريبا وفى مقدمتهم مرشحو الحزب الحاكم، ناهيك عن شراء أصوات الناخبين على نحو لم تشهده أية انتخابات سابقة، عندما أنظر إلى ذلك كله ينتابنى إحساس قوى بأن مستقبلنا بإذن الله موز!!، وبهذه المناسبة فإننى اقول للذين يطالبون بتغيير العلم المصرى والعودة إلى العلم الذى يتوسطه هلال يحيط بثلاثة نجوم ، أقول لهم إن الأنسب للمرحلة ينبغى أن يكون علما يتوسطه إصبع موز يحيط بثلاث جزرات ، أما دلالة الموز فقد سبق بيانها، وأما دلالة الجزرات الثلاث فإننى أتركها لخيال القارئ. [email protected]