انضمت عناصر من مكتب التحقيقات الأمريكي الإقليمي الفيدرالي بالقاهرة إلي تشكيلات مصرية لمتابعة إجراءات الحماية علي طول المجري الملاحي لقناة السويس فيما أعلنت وحدات الحراسة المتواجدة علي متن القوافل الأمريكية التي تعبر القناة حالة الطواريء القصوى في محاولة منها للتصدي لأية هجمات تستهدفها من قبل عناصر مسلحة مجهولة تزعم أنها تنتمي لتنظيم القاعدة وتتخذ من مرتفعات سلسلة جبال سيناء مرتكزا لنشاطاتها . وكشفت مصادر مطلعة ، أن الإجراءات الأخيرة تستند إلى معلومات تلقتها المخابرات المركزية الأمريكية من جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي " موساد" ، كما تم نقل هذه المعلومات إلى السلطات الأمنية المصرية المسئولة عن حراسة المجري الملاحي بقناة السويس ، والتي قامت من جانبها برفع درجة الاستعداد الأمني . وحذرت المعلومات الإسرائيلية من احتمال تعرض السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المارة بها لهجمات صاروخية وتفجيرات من جانب عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة عقب النداء الذي أطلقه ايمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم منذ أيام ودعا خلاله عناصر التنظيم لاستهداف البترول وناقلاته . وشملت التحذيرات ناقلات النفط والسفن الحربية والسفن العملاقة والتي قد يؤدي تعرضها للتفجيرات إلى تعطل حركة الملاحة نهائيا بقناة السويس. وأضافت المصادر أن إدارة القناة والأجهزة الأمنية قد رفعت درجة الاستعداد داخل المجرى الملاحي إلى المستويات القصوى ، حيث طالبت الأجهزة الأمنية بضرورة تزويدها بأسماء ناقلات النفط وحمولتها قبل مرورها لتوفير التأمين اللازم لها. هذا وقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية على الطريق البري الموازي لمجرى القناة وهو طريق تستخدمه عادة سيارات تابعة لجهات أمنية أو قناة السويس . وقالت المصادر إنه تم التأكيد على إجراءات الأمن السابقة التي كانت قد بدأت قناة السويس قبل عدة اشهر في تطبيقها حيث تم منع الصيد نهائيا بالقوارب الصغيرة داخل المجرى الملاحي للحفاظ على سلامة السفن. كما شملت هذه الإجراءات إغلاق جميع المدقات المؤدية إلى المجرى الملاحي خاصة في المسافة بين محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد . وشملت الإجراءات الأمنية أيضا التشديد على جميع العاملين بمحطات المراقبة الأربعة عشر المنتشرة بطول القناة بعدم دخول أي احد من غير العاملين بهذه المحطات حيث كان يسمح لبعض الأفراد بالدخول للصيد ، كما خضعت المعديات العاملة بين ضفتي القناة لإجراءات أمنية مشددة حيث يتم تفتيش أي أشخاص يشتبه بهم. وكانت السفارة المصرية في كوبنهاجن أرسلت إلى إدارة القناة تحذيرات تفيد تلقيها معلومات حول احتمالات قيام تنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات إرهابية داخل المجرى الملاحي للقناة ضد السفن المارة . وجدير بالذكر أن دوائر إسرائيلية كانت قد حذرت أمس الأول من استهداف السياح الصهاينة بسيناء لمبادلتهم بأسري في السجون الإسرائيلية وعلي اثر الإعلان طلبت القاهرة تفاصيل أكثر عن هذا الإعلان في خضم تفاهمات سرية أبرمت مؤخرا بين الجانبين للتنسيق الأمني ، إلا أن موساد لم يجب القاهرة حتى الآن . وصدرت تعليماتٌ من قياداتِ القوات البحرية الإسرائيلية للقطع البحرية التابعة لها بعدم المرور في قناةِ السويس المصرية؛ نظرًا لوجودِ العديدِ من التهديداتِ بإمكانيةِ وقوع عمليات مسلحة ضد هذه القطع. وذكر تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست " الإسرائيلية أمس أنَّ هذا القرارَ الصهيوني يأتي من طرفٍ واحدٍ هو البحرية الصهيونية وأنه يشمل القطع الحربية مثل حاملات الصواريخ كالقطعة المسماة "دوفرا"، مشيرةً إلى أنَّ هذا القرار لن يؤثر على عبورِ السفن المدنية الإسرائيلية في الممر الملاحي المصري.