تحل اليوم الذكرى السادسة لثورة 25 يناير 2011، تزامنًا مع الاحتفال بعيد الشرطة الذي يعد تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال «البوليس» الشرطة على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي. تم إقرار هذه الإجازة الرسمية لأول مرة بقرار من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، باعتبار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام، تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافًا بتضحياتهم في سبيل ذلك وتم الإقرار به في فبراير 2009. وإليك 9 معلومات تلخص القصة الكاملة لسبب الاحتفال بهذا اليوم كعيد للشرطة:- 1- في يوم الجمعة 25 يناير 1952 أقدم الاستعمار البريطاني على ارتكاب مجزرة وحشية لا مثيل لها من قبل.. ففي فجر هذا اليوم تحركت قوات بريطانية ضخمة تقدر بسبعة آلاف ضابط وجندي من معسكراتها إلى شوارع الإسماعيلية، وكانت تضم عشرات من الدبابات والعربات المدرعة ومدافع الميدان وعربات اللاسلكي واتجهت هذه الحملة العسكرية الكبيرة إلى دار محافظة الإسماعيلية وثكنة بلوكات النظام التي تجاورها واللتين لم تكن تضمان أكثر من850 ضابطا وجنديا، حيث ضربت حولهما حصارا محكما. 2- قدم الجنرال إكسهام، قائد القوات البريطانية في الإسماعيلية في منتصف الساعة السادسة صباحًا، إنذارًا إلى ضابط الاتصال المصري، المقدم شريف العبد، طلب فيه أن تسلم جميع قوات الشرطة وبلوكات النظام في الإسماعيلية أسلحتها وأن ترحل عن منطقة القناة في صباح اليوم نفسه بكامل قواتها, وهدد باستخدام القوة في حالة عدم الاستجابة إلى إنذاره, وقام اللواء أحمد رائف، قائد بلوكات النظام, وعلي حلمي، وكيل المحافظة، بالاتصال هاتفيا على الفور بوزير الداخلية وقتئذ فؤاد سراج الدين في منزله بالقاهرة (الوزير المدني الوحيد في تاريخ وزارة الداخلية)- فأمرهما برفض الإنذار البريطاني ودفع القوة بالقوة والمقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل. 3- في السابعة صباحا بدأت المجزرة الوحشية وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة. 4- وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكي يعلن على رجال الشرطة المحاصرين في الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة. 5- تملكت الدهشة القائد البريطاني المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ في وجهه في شجاعة وثبات وقال له: (لن تتسلموا منا إلا جثثاً هامدة). 6- استأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة. 7- برغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لي انفيلد) أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم في المعركة 50 شهيدًا و80 جريحا, بينما سقط من الضباط البريطانيين13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقي منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف، ولم يفرج عنهم إلا في فبراير 1952. 8- لم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم. 9- انتشرت أخبار الحادث في مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952، وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة، حتى غصت الشوارع بالجماهير الذين راحوا ينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز.