قالت مصادر إعلامية حكومية يمنية "إن البعثة الأثرية الألمانية اكتشفت مؤخرا نقشاً حجرياً ضخما في معبد المقه، بالمدينة القديمة بصرواح، وتبعد حوالي 40 كلم غرب محافظة مأرب". ويعود النقش الأثري إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وقالت المصادر إن النقش يوضح أن الملك السبئي "يسع أمار وتار بن يكرب ملك"، الذي حكم اليمن في ذلك الوقت، نفذ عدة حملات عسكرية كالتي قام بها من قبله الملك "كرب إيل وتر بن ذمار علي"، وأن الأخير قام بشن الحرب على (قتبان)، و(ردمان)، ودهسم (يافع)، ومناطق في الجوف، منها مدينة (كمنه) التي هاجمها، ومدينة (كُتل)، وقتل منهم الآلاف، وشرد الكثير. وأضافت البعثة "بالرغم من أن نص النقش لم يتضح بعد بالكامل نتيجة لوضع النصب الحجري، إلا أنه يمكن القول إن النقش الضخم ينتمي لعصر ما قبل الإسلام، الذي لم تكتشف الحفريات العلمية في اليمن مثيلا له حتى الآن". وتابعت "يغلب على الظن أن محتوى النقش تمجيد لمنجزات أحد الحكام السبئيين في النصف الأول من الألف الأول قبل ميلاد المسيح". وحسب مانع ناجي الناصري، مدير إدارة الآثار بصرواح، فإن النقش "يتكون من سبعة أسطر يتحدث النصف الأول منها عن الأراضي والمناطق، التي استولى عليها الملك يسع أمار وتار بن يكرب ملك، فيما يوضح النصف الثاني المناطق والوديان، التي قام باستصلاح أراضيها وزراعتها". ويعد النقش وفقا لمسؤولي الآثار "أهم نقش في الآثار اليمنية بعد نقش "النصر" الموجود في نفس المعبد، الذي اكتشفه النمساوي (إدوار بلازر) في القرن التاسع عشر، واعتبره الخبراء أهم نقش أثري كشف معلومات وحقائق عن الحضارة السبئية اليمنية". وتعمل البعثة الألمانية منذ 12 نوفمبر الماضي، وستستمر حتى منتصف يناير القادم، بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار.