لم تظهر أية علامات على مصير الرهائن الأربعة في بغداد والذين أذاعت وكالات الأنباء خبر اختطافهم على أيدي جماعة إسمها "كتائب سيوف الحق". ولا يدرى أحد ما إذا كان قدر هؤلاء الأربعة سيبقي على حياتهم أم أنهم قد نفذ فيهم قدر الله بالفعل. إلا أنني أدعو الله ألا يكون سبق السيف فيهم وما ذلك إلا لأنني أعرف أحدهم وهو الكندي جيمس لوني، إذ عرفته في محاكمة أحد السجناء السياسيين المسلمين الذين سجنوا دون دليل وبلا شرعية منذ سنوات ودون أن توجه إليهم أي تهمة على غرار الطريقة الأمريكية في التعامل مع من تسميهم "الإرهابيون"! والرجل محبّ للخير وقد تعود حضور هذه الجلسات ليستنكر هذه المعاملة للمسلمين، حين خشي المسلمون أنفسهم أن يحضروا هذه الجلسات تضامنا مع أخيهم حتى لا يقال أن لهم علاقة بالإرهاب! والرجل كان يمد يد العون لعائلة السجين المسلم، بل ويعطيهم مالا ليتحدثوا اليه على التليفون، وليشترى طعاما في السجن حين يعز الطعام. وقد بلغني هذا عن مصدر أثق فيه ثقتي بنفسى. يقول البعض أن قتال الجنود الأمريكيين لا بأس به، بل ضرورة يحتمها العدوان والإحتلال، بل هو واجب شرعي على من يقدر عليه من أهل البلد المحتل أو من إخوانهم من أي بلد إسلامي،. ويقول البعض أن إختطاف بعض الدبلوماسيين العاملين في بعض السفارات له ما يبرره من الضغط على الدول التي تعترف بحكومة العراق العميلة لسحب تأييده، إذ التمثيل الدبلوماسي تأييد ومساندة، وإن كان تخير الشخصيات العميلة يجب أن يخضع لعملية دقيقة لا تأخذ البرئ بالمجرم. هكذا يقول البعض، ولكلّ أن يرى ما يرى ، ولسنا بصدد مناقشة هذه الأفكار الآن ، ولكن أن يقتل برئ ممن يساعد المسلمين مساعدة حقيقية، فهذا ما لا يرضاه دين. ونحن نعلم أن الغبش والعتم يسود الساحة الآن في العراق بل وفي المنطقة بأسرها ونحن نعرف أنه يصعب على جماعات المقاومة المسلحة أن تفرق بين عميل وفاعل خير، ولكن يجب أن يكون لدى هذه الجماعات، إن كانت هي الفاعلة في حالتنا هذه، جهاز يتحقق من طبيعة عمل هؤلاء الناس في العراق وأن تستمع إلى من تثق به في هذا الصدد. يجب أن لا ننسى في خضم هذا الغبش الذي يعتّم الرؤية في العراق بل في المنطقة بأسرها، أن هناك مسلمات لا يجب على المسلم أن يتخطاها. من هذه المسلمات أن لا نرتكب نفس الجريمة التي يرتكبها العدوان الغاشم وتدعو لها الإدارة الأمريكية الصليبية، أن كل مسلم إرهابي، بأن نفترض أن كل نصراني عدو للمسلمين. نحن نعلم تماما أن الطبيعة الإنسانية فيها الخيّر وفيها غير ذلك، مهما كانت الديانة، ومثال ذلك الكاتب البريطاني روبرت فيسك وغيره من الشخصيات المسيحية التي تعرف الظالم من المظلوم في هذه المعركة بين الإسلام وبين أعدائه. بعض هؤلاء النصارى لم يقاتلوا المسلمين، ولم يعملوا على إخراجهم من ديارهم، بل العكس، كما في حالة جيمس لوني، يقدموا العون للمسلمين، ويقفون موقفا مضادا لحكوماتهم فيما ترتكبه من جرائم ضد المسلمين. هذه هي الحالة التي قال فيها تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم" فليس كل نصراني عدو يجب قتاله، وإن اختلفنا في الدين، وإن آمنا أننا على الحق وأنه على الباطل، هذا أمر آخر. لا يجب أن تختلط أحكام قطع الولاء بين المسلمين وغيرهم بالقسط والبر والعدل الذي هو واجب شرعي سواءاً كان مبذولا لنصراني أو غير نصراني. هذا هو الإسلام. ثم إنه لم يثبت بشكل قطعي أن جماعة مقاومة هي التي فعلت ما فعلت من خطف هؤلاء الأربعة، فما لا شك فيه أن قوات الإحتلال لا تحب ما يفعل هؤلاء من خير ومساندة كما أن مساعدة نفر من أهل المعتدى للمسلمين تعكس حقيقة العدوان وبشاعته وعدم شرعيته، والفائز الأكبر في هذا الأمر هم المعتدون، ومن ورائهم الحكومة الشيعية العميلة، لأن مثل هذا الأمر يتخذه هؤلاء ذريعة للبقاء في أرض المسلمين، ويظهر المسلمين بشكل البربر الذين يقتلون الأبرياء، ! وسبحان الله العظيم، كأنهم لم يقتلوا الأبرياء بالآلاف بالأسلحة الكيماوية المحرمة في الفالوجا وغيرها! والخاسر دائما هم المسلمون. [email protected]