سيكتظ سجن جوانتانامو بالنزلاء؛ بتولي الرئيس الجمهوري المتطرف "ترامب"، رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما كان العهد به في فترة الرئيس الجمهوري الأسبق، "جورج بوش" الابن، إذ تعهد "ترامب" إبان حملته الانتخابية بملء السجن بالأشرار، فضلًا عن تدمير "داعش". لم يلتفت أحد من المراقبين والمتابعين لجنازة المناضل الكوبي "فيدل كاسترو"، صاحب المحاولة اليتيمة لتحرير قاعدة جوانتانامو العسكرية من الأمريكان عام 1968م – أن المقبرة التي دُفن فيها في الربع من شهر ديسمبر الواقعة في مدينة سانيتا جودي كوبا، والتي أطلق منها "كاسترو"، ثورته عام 1953م، تقع بالقرب من خليج جوانتانامو، الذي يستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية، وعجز كاسترو الصغير والكبير من تحريرها من الاحتلال الأمريكي، تحتل أمريكا الأرض المقام عليها القاعدة أكثر من قرن من الزمان، وشُيد عليها معتقل سيئ الصيت عقب اعتداءات 11سبتمبر، وترفض إغلاقه رغم تعهد الرئيس المنتهية ولايته "باراك أوباما" بنقيض ذاك، إذ عرقل الجمهوريون مساعيه في هذا الصدد؛ بسبب سيطرتهم على الكونجرس. بلغ عدد النزلاء بسجن جوانتانامو في بداية حكم أوباما مطلع عام 2009م نحو 242 معتقلًا، والآن تضاءل العدد حتى بلغ 61 معتقلًا محتجزين بلا اتهام أو محاكمة. بلغ عدد نزلاء السجن 780 نزيلًا في عهد جورج بوش الابن، ويتوقع أن يملأه ترامب بالموقوفين خلال الحرب الأمريكية على "داعش" في العراق وسوريا. المفارقة أن الجنرال المتقاعد "جيمس ماتيس"، الذي اختاره ترامب مؤخرًا، وزير الدفاع، ومن ثم سيخضع السجن لسلطة كان إبان الفترة الرئاسية الأولى لأوباما قائدًا للقيادة المركزية في الجيش الأمريكي، والمسئولة عن أمن الشرق الأوسط شارك في الحرب على العراق وأفغانستان، وكثير من الأسرى في سجون العرق الذى تم توقيفهم من ساحات القتال، والذين يتوقع انضمامهم إلى "داعش" عقب إطلاق سراحهم، والذين يسببون صداعًا في الرأس الأمريكية حاليًا كان هو سببًا من أسباب إلقاء القبض عليهم، ولو بشكل غير مباشر، وربما كانت معرفة الجنرال المتقاعد بشئون الشرق الأوسط والتنظيمات الجهادية سبب اختيار ترامب له، ليرأس البنتاجون، وكما يقول الشاعر العربي.. "وداوني بالتي كانت هي الداء". في جميع أرجاء الجزيرة تكتظ السجون الكوبية بالمعتقلين المحليين الدوليين المعارضين منهم لواشنطن، أو خصوم النظام الكوبي في الوقت الذي يتحدثون فيه عن الجزيرة الكاريبية؛ باعتبارها معقل الثورة، ومصدر إلهام الشعوب الباحثة عن الحرية.