قال روسلان قربانوف كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية في موسكو, إن نجاح تنظيم الدولة "داعش" في السيطرة مجددا على مدينة "تدمر" وسط سوريا, يبعث برسالة تحذير لروسيا ونظام بشار الأسد أن الحرب لن تنتهي بسقوط حلب. وأضاف قربانوف في تصريحات لقناة "الجزيرة", أن سيطرة تنظيم الدولة مجددا على تدمر تعني أن المعركة من أجل حلب ليست النهائية، وأن الحرب ستستمر في أنحاء سوريا، خاصة أن تنظيم الدولة يحاول إثبات أنه ما زال قويا ويملك قدرات وإمكانيات كبيرة لتحقيق أهدافه. وتابع " سقوط تدمر يعني أن على الحكومة الروسية التي تحاول تحقيق نصر لها في سوريا قبل مباشرة الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها، أن تكون مستعدة لمعارك طويلة في سوريا، وألا تعتقد بأن الحرب في سوريا مثل تلك التي كانت في الشيشان، حيث كانت تواجه عدوا واحدا, خلافا لسوريا التي تواجه فيها عدة مجموعات معارضة جهادية وغيرها", حسب تعبيره. وكان النظام السوري أعلن في 11 ديسمبر عن سحب كامل قواته من مدينة تدمر وسط البلاد، واعترف بسيطرة تنظيم الدولة عليها، لكنه قال إنه سيستخدم "كل السبل" لاستعادتها. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن محافظ حمص طلال البرازي قوله :" إن تنظيم الدولة سيطر على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي (وسط سوريا)، وإن الجيش الذي انسحب من المدينة يقاتل لاستعادتها". وأضاف المحافظ أن "الجيش يستخدم كل السبل المتاحة لمنع الإرهابيين من البقاء في تدمر". وجاءت تصريحات البرازي بعد ساعات من إعلان التنظيم سيطرته على المدينة كاملة. وحسب "الجزيرة", فإن مقاتلي التنظيم استعادوا السيطرة على مدينة تدمر بعد انسحابهم في وقت سابق إلى مشارفها نتيجة الضربات الروسية المكثفة. وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن مقاتلي التنظيم أحكموا سيطرتهم على مدينة تدمر الأحد الموافق 11 ديسمبر بعد أن تراجعوا لفترة قصيرة تحت ضغط ضربات روسية جوية عنيفة، ليعودوا بذلك إلى المدينة بعد ثمانية أشهر من طردهم منها المرة الأولى. وكان التنظيم قد تمكن السبت 10 ديسمبر من دخول مدينة تدمر بعد أن سيطر على "جبال الطار" المطلة عليها، كما سيطر على صوامع الحبوب وحواجز للنظام شرقي المدينة، إلا أن الغارات الروسية أجبرته على التراجع. وأكد التنظيم في وقت سابق أنه قتل نحو 250 من قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، خلال المعارك الدائرة في ريف حمص الشرقي منذ عدة أيام. ومن جانبها, نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مركز مراقبة روسي قوله إن نحو أربعة آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة أعادوا تنظيم صفوفهم وبدأوا هجوما ثانيا لاستعادة تدمر بعد طردهم منها. وقال المركز إن تنظيم الدولة استقدم "قوات كبيرة" من معقليه في الرقة ودير الزور لمؤازرة مقاتليه في الهجوم على تدمر.