تواجه القنوات الفضائية المصرية ، العديد من الأزمات التي تنذر بإغلاق عدد كبير منها، وتسريح العاملين بها، مع توقف عدد من البرامج الإعلامية وهروب مقدميها لمحطات أخرى. "الحياة"، تعرضت لأزمة مالية طاحنة، مع تخلي وكالات الإعلان عنها، ما تسبب في تراكم ديون ورواتب الإعلاميين بالقناة لعدة أشهر، ما أدى إلى هروب عدد كبير من الإعلاميين والعاملين بها إلى قنوات أخرى. ولم تكن تلك الأزمة التى تمر بها "الحياة" الأولى التى تتعرض لها، ففى أغسطس الماضى تعرضت القناة إلى أزمة مالية كادت أن تغلقها. تذمر عدد من العاملين بفضائية "ten"، بسبب عدم حصولهم على مرتباتهم ومستحقاتهم المالية تارة وخفض مرتباتهم تارة أخرى. وقالت مصادر بالقناة، إن إدارة القناة تتأخر فى دفع رواتب العاملين بها، بدون معرفة أى أسباب. وفى "النهار"، قررت إدارة القناة دمج برامج "التوك شو"، التى تعرض على القناتين العامة والإخبارية، فى برنامج واحد يذاع مساء كل ليلة على القناة العامة. والبرامج المقرر دمجها "على هوى مصر" و"قصر الكلام" و"يوم بيوم" فى برنامج واحد، ويقدمه خالد صلاح ومصطفى شردى وريهام السهلي، ونقل "مصر تستطيع" للقناة العامة. وسوف يقدم البرنامج 4 مذيعين، هم خالد صلاح مقدم برنامج "على هوى مصر" المذاع على القناة العامة، ومحمد الدسوقى رشدى مقدم برنامج "قصر الكلام"، كما ينضم إليهما محمد مصطفى شردى وريهام السهلى مقدما برنامج "يوم بيوم" والذى يذاع يوميا على قناة "النهار اليوم". ويجرى حاليًا العمل على دمج قناتى "cbc xtra" و"النهار اليوم"، ليتم إطلاقهما قبل نهاية العام الحالى فى قناة إخبارية واحدة، لتكون أول خطوة فى التطوير الذى من المقرر أن تشهده الشبكتان بعد بيع 50 % من حصتهما للشركة المتحدة للطباعة والنشر. وقالت الدكتورة ماجى الحلواني، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن "اتجاه سلاسل القنوات للدمج أو من خلال دمج البرامج فى برنامج واحد، لا يوفر نفقات ولا يرشد من الاستهلاك". وأضافت ل "المصريون" أنه "من الأولى أن تغلق القناة طالما أفلست من مقاومات استمرارها بدلاً من الترشيد فى الإيرادات أو التوجه لدمج كيانات فى كيان واحد، إذا كانت رغبتهم الحقيقية ترشيد الإنفاق فى ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد. وأشارت إلى أن "الإنفاق لن يتم ترشيده بدمج برامج ولا قنوات، فستظل النفقات كما هى مهما كثرت المحاولات، لكن من الناحية المهنية قد يكون الدمج لخروج كيان وتجمع أكبر لشخصيات من شأنه جذب الجمهور". وقال هشام قاسم، الخبير الإعلامي، إن "اتجاه القنوات الفضائية لدمج برامجها، نتاج إعلام رجال الأعمال غير المحترف، لأن أغلب القنوات الفضائية الموجودة حاليًا ظروف ظهورها المالية تختلف عن الوضع الحالى فى ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد". وأضاف قاسم ل "المصريون": "يوجد فى أى قناة فضائية أو جريدة مدير مالى يعمل على ترشيد الإنفاق وزيادة الإيرادات فى كل الأحوال التى يمر بها ذلك الكيان". وتابع: "الحال تغيرت حاليًا وأصبح المدير المالى هو أساس القنوات والجرائد فى الإدارة المالية، وهذا يؤدى فى النهاية إلى الإفلاس لا نتيجة أخرى، نظرًا لغياب السياسة التحريرية".