"مؤبد مرسي" بين تصحيح الأخطاء ومستجدات القضية

ما بين تصحيح الأخطاء ومستجدات القضية تدرجت الآراء بشأن قرار محكمة النقض، بتخفيف حكم المؤبد الصادر بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي، فالبعض وجد أن القضاء يصحح أخطاءه، وآخرون وجدوا أن الأمر قانونيًا يعني وجود جديد؛ أثبت عدم أحقيته بالمؤبد، لكن الجميع أكد أنه ليس بابًا جديدًا يفتح للمصالحة.
جاء خبر نقض حكم المؤبد وسط أجواء تفاؤل بقرب تحقيق انفراجة بين الإخوان والدولة بعد إعلان نائب المرشد العام، إبراهيم منير، دعمه لمصالحة بين الدولة والإخوان والظهور المفاجئ للمشير طنطاوي في ميدان التحرير، ونفيه إعدام قادة الجماعة، وما تردد عن دخول قوى إقليمية مؤثرة على خط المصالحة بين الدولة والجماعة.
تصحيح الأخطاء
يأتي هذا في الوقت الذي اعتبر نجاد البرعي، الناشط الحقوقي، أن تخفيف حكم المؤبد الصادر بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي ليس مؤشرًا على شيء ولا يعنى فتح باب المصالحة، لافتًا إلى أن هناك أكثر من 20 حكم مؤبد صدر بحق محمد مرسي.
وأشار البرعي، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن هذا الحكم دليل على أن القضاء يصحح أخطاءه في بعض الأحيان، نافيًا أي نية للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين طيلة فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأضاف البرعي، أن النظام الحالي لم يتصالح مع قوى مجتمعية مقاربة له في التوجه ليتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين التي تسير في اتجاه معاكس للنظام.
مستجدات بالقضية
فيما يرى جمال بركات، مدير وحدة منظمات المجتمع المدني بالمركز القومي لحقوق الإنسان، أن أحكام القضاء لا يمكن تسييسها، وأنه لا دلائل لإلغاء حكم المؤبد الصادر بحق مرسي، لافتًا إلى أن الأمر يعني وجود مستجدات.
وأشار بركات، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن الحكم على مرسي بالمؤبد كان وفقًا لأوراق ومستندات القضية، مؤكدًا أن تخفيف الحكم لا يعني بداية الطريق للمصالحة، وإنما ورود معلومات ودلائل جديدة تنفى الحكم الأول، وهو ما دفع إلى تخفيف الحكم أو إلغائه.
وكانت محكمة النقض قد قررت إلغاء الأحكام الصادرة بحق مرسي وآخرين في قضية التخابر، فيما جاء هذا الحكم بعد مرور أسبوع على إلغاء حكم الإعدام بحق الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في قضية السجون.
وقررت المحكمة خلال جلسة اليوم، بقبول طعون مرسي ومرشد جماعة الإخوان محمد بديع، والقياديين بالجماعة سعد الكتاتني وعصام العريان و18 آخرين، وألغت الأحكام الصادرة ضدهم من جنايات القاهرة بالإعدام والسجن المؤبد، في قضية التخابر مع حماس وإعادة محاكمتهم مرة أخرى.
وعاقبت محكمة الجنايات في وقت سابق كلًا من "مرسي، وبديع، والكتاتني، والعريان، وسعد الحسيني، وحازم فاروق، ومحيي حامد، وصفوت حجازي، وجهاد الحداد، وعيد دحروح، والصحفي إبراهيم الدراوي، وكمال السيد، وسامي أمين، وخليل العقيد"، بالسجن المؤبد بعد إدانتهم في قضية التخابر.