مجمع البحوث يستنكر الفتاوى الشاذة والمضللة.. ويحذر: محاولات تغيبب الأزهر هو عبث باستقرار الأمة وفتح لأبواب الفتنة والضعف والفشل رد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ببيان شديد اللهجة على إنكار الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فرضية الحجاب، فيما وصفه ب "الفتوى المضللة". وفي بيان حمل عنوان "بلاغ للأمة" – حصلت "المصريون" على نسخة منه – صدر عقب اجتماعه الخميس، حَذَّر المجمع – أعلى هيئة فقهية بالأزهر - "جماهير الأمَّة، والمسؤولين والمعنيِّين، بأن الإسلام والأزهر يتعرضان هذه الأيام لحملة شرسة مُغرضَة، تُشارِك فيها انتماءات مختلفة". وفي إشارة إلى الهلالي، وصفه المجمع بأنه "عالِمٍ يلتوي بعِلْمِه ويجتزئ بعض الآراء الفقهية والفتاوى المُضَلِّلَة التي تُسقِطُ الواجبات الشرعية، كإنكار الأَمْرِ بالحِجَاب الذي أجمعت عليه الأمة قديمًا وحديثًا، أو تحلُّ الحرامَ كالمسكرات". وكان الهلالي زعم في تصريحات إعلامية بأن الله لم يحسم قضية الحجاب، لافتًا إلى الآية التي وردت في سورة "النور": "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ"، مدعيًا أن كلمة "إلا ما ظهر منها"، غير محددة ومجهولة والقرآن لم ينص على شيء معين. أما الآية التي وردت في سورة الأحزاب: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً" فقال إنها أيضًا غير محددة. وهاجم البيان من وصفه بأنه "مسخَّرٍ أو مُغرَّرٍ يفتعلُ التَّطاوُل على الإسلام بغير حقٍّ، وبغير علم، أو مُضَلِّلٍ للنَّاس يكتفي بالقراءة السطحية، ويُهمِلُ عن جهل أو عن عمد بيان الحقائق الشرعية المتعلقة بالمسألة التي يتحدث فيها، الأمر الذي يُشيعُ الاضطرابَ في أذهان العامة، ويُشكك الناس في ثوابت دينهم". وقال المجمع إنه يهيب بالمسؤولين عن وسائل الإعلام المختلفة، أن يستقوا المعلومات من مصادرها العلمية الصحيحة، وأن يمحصوا ما يُنقَل إليهم أو يطرح عليهم، وأن يراجعوا ما يرد إليهم مما يتعلق بأمور الدِّين مراجعة دقيقة من علماء الأزهر ممن يوثق بعلمهم، ويخشون ربهم، ويتحملون مسؤولية تبليغ شرع الله دون التواء أو انحراف عن صحيح الدين. كما أهاب بجماهير الأمة: رجالها ونساءها، وشبابها وشاباتها، أن يلتزموا بما أجمع عليه علماء الأمة من بيان للدِّين الحقِّ، وأن يحذروا الآراء الشاذة التي تعرض وكأنها من الآراء المعتمدة من العلماء، بينما هي آراء فاسدة مردودة بالأدلة والحجج الشرعية الواضحة، كي لا تقع جماهير الأمة في الحيرة والتخبط والالتباس والتضليل. وذكر مجمع البحوث الإسلامية جميع المسلمين بدور الأزهر في حفظ صحيح الإسلام وتنقيته مما يلصق به من الأوضار والشوائب، وما يحرص عليه الفضلاء من أئمة الأزهر عبر تاريخه العريق من نشر العلم الصحيح عبر العصور المختلفة حتى يوم الناس هذا.. وحذر مما وصفها ب "المحاولات المشبوهة التي تهدف إلى عرقلة الأزهر في القيام بدوره في إصلاح المجتمع وتبليغ شريعة الإسلام كما أنزلها الله تعالى وأرادها هداية للعالمين، فمحاولة تغييب الأزهر عن هذا الدور هو عبث باستقرار الأمة وفتح لأبواب الفتنة والضعف والفشل". وقال مجمع البحوث الإسلامية، إنه "إذ يصدر بيانه هذا، فإنه يعده بلاغا للناس إبراء لذمته أمام الله".