"الضنك" هو الفقر المدقع وبؤس العيش.. ولهذا أطلق العديد من شباب الثورة هذا الاسم على حركتهم التي نادوا من خلالها إلى التظاهر ضد النظام الحالي؛ احتجاجًا على ما آلت إليه البلاد من تدهور اقتصادي، آملين أن تساهم حركتهم في تغيير واقع يرونه بحاجة إلى "ثورة غلابة" تنطلق شرارتها يوم 11 نوفمبر المقبل. تأسست تلك الحركة في 3 أغسطس من عام 2014، على يد مجموعة من الشباب المصري، وظهرت على الساحة السياسية عقب تردي الأحوال المعيشية التي شهدتها مصر والتي تمثلت في تكرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في أنحاء البلاد وعن بعض المرافق الحيوية، وكذلك رفع الدعم عن الوقود، الذي تبعه ارتفاع أسعار السلع والمواصلات. وتعد "ضنك" حركة شبابية واقتصادية، تقف في صف الغلابة، معتبرة أن ال4 أسباب التي لخصتهم في "الجوع" و“الفقر" و“الظلم" و“المرض" هي أخطر ما يواجهه المواطن المصري، ولفظ ضنك هو مصطلح شائع الاستخدام في مصر للتعبير عن صعوبة الحياة. أعلنت الحركة عن تنظيمها لأولى فعالياتها الكبيرة، في صورة تظاهرات في يوم 9 سبتمبر من عام 2014 بعنوان "ثورة الغلابة"، ولفظ غلابة يعني الطبقة الفقيرة، وقد تم دعوة المتظاهرين للتجمع أمام المجمعات الاستهلاكية والتي من المفترض أن يكون بها مواد غذائية بسعر مناسب لغير القادرين، وفي نهاية اليوم أعلنت الحركة بيانًا ذكرت فيه قيامها بتنفيذ 70 فعالية في 19 محافظة. وجهت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية المؤيدة للنظام الحالي، انتقادات شديدة اللهجة للحركة، معتبرين إياها إحدى أذرع جماعة الإخوان المسلمين الخفية، لكن سرعان ما نفى مسئولو الحركة تلك الهجمات واصفين إياها ب"الكيدية" نظرًا لنجاح الحركة في كسب تأييد الشباب المصري خاصة بعد أن وصل عدد متابعي صفحة الحركة على "فيس بوك" إلى أكثر من 300 ألف متابع خلال شهر واحد. وقالت مروة العدل، المتحدثة باسم الحركة في تصريحات لها، إن الحركة ترفض تصنيفها ضمن جماعة الإخوان، حيث إن أغلب المشاركين في فعاليتها يعتبرون الإخوان جزءًا من المشاكل الاقتصادية الحالية ومنهم من "يكره الجماعة". وفي أول بينا لها قالت الحركة: إن أهدافها هي "القضاء على التفاوت الطبقي، وتحسين أوضاع معدومي الدخل، وإعادة الطبقة المتوسطة لكي يتوازن المجتمع، والتصدي لجميع القرارات والقوانين التي تساهم في زيادة معاناة المصريين، والوقوف أمام التوجهات الاقتصادية التي تزيد الفجوة بين طبقات المجتمع لصالح الأغنياء". وأوضح أعضاء الحركة أنهم متطوعون، ولا يوجد لهم أي توجه سياسي أو أيديولوجي، وأنهم لن يشاركوا في أي انتخابات ولن يقبلوا أي مناصب، وأن لهم موقفًا ثابتًا من جميع الحكومات، ويناهضون أي حكومة تنحاز لرجال الأعمال على حساب الغلابة، وأن شعارهم هو: "لا للفقر، لا للجوع، لا للمرض، لا للظلم".