تنتظر مصر غدًا السبت ، معجزة فلكية، تحدث منذ آلاف السنين، تعكس مدى تقدم وعظمة الفراعنة القدماء، حين تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك الفرعوني رمسيس الثاني داخل معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان. ويأتي تعامد الشمس، على وجه الملك الفرعوني، متزامنًا مع معاناة المصريين من ارتفاع الأسعار، حتى الملك ذاته أصابته لعنة الأخيرة، منذ أن انهارت السياحة المصرية وتراجعت إيراداتها، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. والظاهرة الفلكية التي تكتسب اهتمامًا دوليًا وسياحيًا كل عام، بجانب كونها تحدث مرتين في السنة، تأتي في ظل وضع سياسي محتقن، بجانب انهيار اقتصادي ملحوظ. وسياسيًا، تشهد مصر، احتقانًا سياسيًا وصل ذروته مع دعوات إلى التظاهر في يوم 11 نوفمبر المقبل، للمطالبة بإسقاط النظام، وهي الدعوات التي لم تتبناها جهة معارضة بارزة حتى الآن، رغم تأييدها من قبل جماعة الإخوان المسلمين ومعارضين ليبراليين ويساريين. وبخلاف الوضع السياسي المتأزم حاليًا، تعاني مصر من أزمة اقتصادية حادة حيث ارتفعت أسعار السلع الإستراتيجية بصورة غير مسبوقة، مع ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه المصري، حيث وصل في السوق السوداء لما يقارب من 16 جنيهًا، في اليومين الماضيين. وتعاني مصر أيضًا نقصًا حادًا في العملة الصعبة، نتيجة تراجع إيرادات السياحة، والاستثمار الأجنبي، والصادرات، وتحويلات المصريين العاملين في الخارج. وأمس الأربعاء، قررت الحكومة تخفيض التمثيل الخارجي لبعثاتها الدبلوماسية في الخارج بنسبة 50%؛ "ترشيدًا لنفقات"، وذلك وفي بيان للمتحدث باسمها حسام القاويش. وذكر القاويش أن "اللجنة الوزارية الاقتصادية قررت، أيضًا، ترشيد وضغط الإنفاق في الوزارات والهيئات والجهاز الإداري للدولة بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20% دون المساس بالأجور والرواتب والاستثمارات". وظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، تحدث مرتين في العام، وفيهما تخترق الأشعة مدخل المعبد، وتسير بداخلها بطول 60 مترًا إلى أن تصل إلى الغرفة المسماة ب ''قدس الأقداس''. وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني في قدس الأقداس داخل معبد أبو سمبل يومي 21 فبراير، و21 أكتوبر، وهما اليومين اللذين يقال إنهما يوافقان ذكرى مولد الملك وارتقائه العرش. لكن التاريخين تغيرًا إلى 22 فبراير و22 أكتوبر بعد نقل المعبد في ستينيات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي. وأثناء المعجزة الفلكية، تنير أشعة الشمس ثلاثة تماثيل فقط، هي تمثال ''رع حور اختي''، والذي يرمز إلى الاتحاد بين ''رب الشمس'' (رع)، و''رب السماء'' (حورس)، حسب المعتقدات الفرعونية، وتمثال منحوت للملك رمسيس الثاني، وتمثال ''آمون رع '' (إله الشمس). ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو ''للإله بتاح'' وهو ''رب الظلام'' فلا يجب أن يضئ. بدورها، أعلنت شركة مصر للطيران تسيير 17 رحلة إضافية ومنتظمة إلى مطاري أسوان وأبو سمبل يومي 21 و22 أكتوبر وذلك لنقل الراغبين في حضور مهرجان تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني من الزائرين والأفواج السياحية وممثلي وكالات الأنباء العالمية لتغطية هذه الظاهرة الفريدة.