لقد عشنا الواقع الأول في عهد الرئيس / محمد مرسي "عفا الله عنه " , ونعيش الواقع الثاني في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي , والمعطيات التي تسببت في المشكلات تكاد تكون واحدة , فكانت النتيجة الأولى مأساوية , والنتيجة الثانية لازالت على المحك لم تحسم بعد , فموقف ما قبل 30يونيو كان يديره الرئيس مرسي حيث انطلق بما أسماه مشروع النهضة ولم يطرحه على الشعب للتشاور حسبما اقترح عليه العديد من الناصحين وكنت منهم كي يكون المشروع وطنياً يلتف الناس من حوله وليس لفصيل واحد فقط , وعلى الجانب الآخر إنطلقت حكومة الرئيس السيسي على الفور في تنفيذ مشروعات كبيرة مثل قناة السويس, العاصمة الإدارية دون مشاورة أو حوار مجتمعي لترتيب الأولويات , والحقيقة أنه لم يكن لأحد الرئيسين الحق في التحرك المنفرد على هذا النحو في تصريف أموال الشعب دون أن تتم الدراسة الكافية لهذه المشروعات مع إقرارها من المؤسسات المعنية , أما في جانب التعامل مع المستشارين فقد اكتفى الرئيس مرسي بمشاورة جماعة الإخوان فاستقال معظم المساعدين والمستشارين من غيرها , وعلى نفس المنهج سار الرئيس السيسي فلم نسمع عن وجود مستشارين أصلاً لهم رأي حاسم , وإلا ما كنا وصلنا إلى ما نحن فيه من مشكلات متزايدة بلا حلول جذرية , أما على مستوى التأييد الشعبي فلا شك أن شعبية الرئيس السيسي قد تناقصت , بل وانصرف عنه كثير من مشاهير المؤيدين له , وهي نفس الحالة التي وصل إليها الرئيس مرسي حيث اختلفت معه قوى المعارضة المدنية وكذلك بعض القوى الإسلامية حول إدارة الدولة , أما على مستوى الأخذ بالنصيحة فلقد كان الرئيس مرسي يسمع النصائح باهتمام ولكنه لم يكن يعمل بها , أما الرئيس السيسي فلم يطلب النصيحة من أحد ولم يلتفت إلى الرأئ المعارض , ولكنه مضى في طريقه وفق رأيه ظناً منه أنه يؤدي عملاً وطنياً ونسي أن جمع الناس على الرؤى أهم من الانطلاق السريع في إنجازات يختلف الناس حولها فيما بعد وخاصة أن هذه المشروعات لا يظهر لها أثر في الوقت الراهن , أما عن المشكلات في العهدين فلقد كانت مشكلة الكهرباء والمشكلات الفئوية طافية على السطح في عهد الرئيس مرسي , واليوم أصبحت المشكلات في مجال قوت المواطن الضروري , وذلك للخطأ في ضربة البداية التي لم تول فيها الحكومة إهتماماً كافياً بالمشروعات ذات العائد السريع على المواطن في احتياجاته الأساسية , أما عن الأمن والأمان فلقد كان عهد الرئيس مرسي أكثر عدلاً وأماناً للجميع , أما الآن فلقد امتلأت السجون بالمواطنين وسالت الدماء بين أبناء الوطن الواحد خاصة في أرض سيناء , أما عن الموقف السياسي الحالي فهو أكثر تشابهاً مع ما قبل 30/6 إذ أنه ظهرت الدعوات برحيل النظام , واقترح آخرون إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة , وهناك من رأى أن يكتفي الرئيس السيسي بمدة واحدة ويفتح المجال أمام انتخابات رئاسية في موعدها لا يشارك فيها هو ولا الإخوان , وإنما يتقدم إليها أهل الكفاءة من أبناء الوطن الذين بوجودهم ينتهي الصراع وتعود اللحمة إلى الوطن وتسير القافلة إلى الأمام , أما عن ردة الفعل للرئيسين بشأن المطالب الشعبية فلقد رفض الرئيس مرسي التعديل الوزاري وكذا الاستفتاء على الانتخابات المبكرة وهو مايرفضه الرئيس السيسي الآن فهو لم يقبل بإعادة ترتيب الأولويات في القرار الحكومي , وأيضاً أعلن أنه يعتزم الترشح لولاية ثانية . وختاماً فإننا كشعب نعيش محنة حقيقية ونحن نشاهد صراعات متعددة ومتنوعة تضر بالوطن ونرى أن المطالب الشعبية يجب أن تُحترم لأن الشعب هو الذي يولي رؤساءه وهو الذي من حقه أن يقرر من هو رئيس مصر القادم عبر الصندوق الانتخابي . والله المستعان